الخبر الذي تناقلته بالصوت والصورة المواقع الإلكترونية، أول أمس الثلاثاء، بخصوص مهاجمة أفراد عصابة مدججين بالسيوف ركاب قطار قرب مدينة فاس، أمر مقلق ويدعو إلى أكثر من وقفة. أن يقوم منحرفون ومجرمون بالتخطيط لهجمات على المواطنين في وسائل النقل العمومي كالقطارات بالأسلحة البيضاء لترويعهم وسلبهم ممتلكاتهم، أصبح يفرض على الأجهزة الأمنية اتخاذ مزيد من الصرامة في مواجهة الإجرام الذي تنامى خلال السنوات الأخيرة ببلادنا، وتحول من حالات فردية معزولة إلى عصابات منظمة تنفذ عملياتها أينما تشاء ووقتما تشاء. هل يجب علينا أن ننتظر تدخلا ملكيا جديدا كما حدث في السابق من أجل أن تتخذ الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية إجراءات استعجالية للتصدي للإجرام، الذي أصبح مستشريا بجميع مدن المملكة؟ لقد حان الوقت اليوم لكي تقف جميع أجهزة الدولة المعنية، أمنا وسلطات محلية وقضاء من أجل التصدي للظاهرة التي يزيد استفحالها يوما بعد آخر، كل من جانبه، للحد منها وإعادة الثقة للمواطن الذي أصبح متوجسا من التعرض لاعتداء من طرف مجرمين يتحينون الفرصة المناسبة للانقضاض عليه. أكيد أن الأجهزة الأمنية تبذل مجهودات مهمة لا يمكن لأحد إنكارها حسب الإمكانات المالية والبشرية المتوفرة لديها، لكنها تبقى غير كافية في ظل التطورات والتحولات التي تعرفها طبيعة الجريمة وشخصيات المجرمين، الذين أصبحوا أكثر تنظيما ويضربون في أماكن غير متوقعة كانوا لا يجرؤون على استهدافها قبل عدة سنوات.