نظم مئات الغطاسة العاملين في مجال جني الطحالب بمنطقة سيدي عابد ومولاي عبد الله وقفة احتجاجية تنديدا بالأوضاع التي يشتغلون فيها، في ظل التضييق الممارس عليهم من طرف "دخيلين" على القطاع وبسبب التهميش الذي يعانون منه عموما. وقال اسماعيل السعابي، أمين مال جمعية "الرجاء في الله" لجني الطحالب البحرية بمنطقة سيدي عابد ومولاي عبد الله، ل"المساء"إن التعاونيات التي تم إنشاؤها منذ التسعينيات بهدف الحفاظ على الثروات البحرية بالمنطقة تتوفر على وثائقها القانونية لممارسة مهنة الغطس وجني الطحالب وتؤدي واجباتها القانونية للدولة أصبحت اليوم تعاني بسبب وجود غرباء مدعومين من طرف شركات المضاربة. وأضاف السعابي "فوجئنا بأشخاص لا علاقة لهم بقطاع جني الطحالب مدعومين من طرف الشركات المضاربة التي طالبت بجعل سوق الطحالب "حرة" وطالبت باشتراط استعمال القوارب المجهزة بالوسائل التقنية المتطورة لجني الطحالب من البحر وعلى رأسها محركات ضغط هواء التنفس للغطاسين رغم خطورة استعمال هذه المحركات على صحة مستعمليها. وأضاف السعابي، على هامش الوقفة الاحتجاجية الحاشدة التي نظمها ناشطون في مجال جني الطحالب، أول أمس أمام عمالة الجديدة، إن الوسائل الحديثة التي اشترطتها وزارة الفلاحة والصيد البحري لجني الطحالب تؤثر بشكل كبير على الثروات البحرية السمكية، بخلاف الوسائل التي كان يستعملها غطاسون بالمنطقة (الشامبرير والشبكة)، كما تتسبب القوانين التي اعتمدها المسؤولون في تشريد المئات من العائلات البسيطة والمهمشة من أبناء مناطق سيدي عابد ومولاي عبد الله والجديدة.. واستنكر السعابي غض المسؤولين الطرف عن وضعية الغطاسين الاجتماعية والمادية، الذين يعتمدون على جني الطحالب موسميا لتوفير موارد مالية تمكنهم من تغطية مصاريف السنة . وأكد السعابي أن الشركات التحويلية والشركات المضاربة تعبث بوضعية الغطاسين الضعفاء في غياب المنافسة، وطالب الجهات المسؤولة عن قطاع البيئة بضرورة التدخل لحماية الثروة البحرية من جشع المضاربين وشركات تحويل الطحالب البحرية التي أصبحت تملك قوارب لجنيها بالأطنان. ما جعل العرض يفوق الطلب في هذه المادة الثمينة. وأكد السعابي أن مطالب المحتجين بسيطة جدا ومحصورة في مطالبتهم بتحرير السوق وتوسيع نقاط التفريغ التي تم حصرها في أربع نقاط فقط بكل من سيدي عابد وآزمور والجديدة والجرف الأصفر. في الوقت الذي يجب أن يطالبوا بفتح تحقيق في الأوضاع الاجتماعية والمادية للمئات من الفقراء المعتمدين سنويا على جني الطحالب، وكذا انقراض عدد من أنواع الأسماك الثمينة من هذه المنطقة.