رغم أن فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، هو اليوم حامل لقب البطولة، وانتدب مجموعة من اللاعبين لتعزيز صفوفه، ورغم أن الفوز باللقب عادة ما يدفع كثيرين إلى غض الطرف عن الأخطاء التسييرية التي ترتكب، فإن فصيل «الوينرز» المساند للوداد لم يتردد في الدخول على الخط، ودق ناقوس الخطر، وإثارة انتباه المكتب المسير للفريق إلى جملة من الملاحظات. لقد وصف الفصيل وضعية الوداد الحالية ب»الغامضة» و»غير المفهومة»، وتطرق إلى «الميركاطو» الصيفي وقال إن الفريق كان في حاجة إلى 3 أو 4 انتدابات فقط، لأن القاعدة تقول إنه لا نغير أبدا الفريق الذي يربح، كما تطرق إلى وضعية فروع نادي الوداد التي تعاني من التهميش واللامبالاة والتي تركت وهي تواجه مصيرها في ظروف جد حالكة، مسجلا أنه كفصيل مساند للوداد يحلم بفروع قوية تحصد الأخضر واليابس، وأنه بقدر ما يتفهم أن مسؤولي الوداد لا يملكون عصا سحرية، إلا أنهم مطالبون بالخطو إلى الأمام. لم يفوت فصيل «الوينرز» الفرصة أيضا ليتحدث عن الجمع العام، وكيف أنه تم تسجيل أكثر من 200 منخرط دون أن تفتح أبواب الانخراط، قبل أن يطالب بفتح أبواب النادي أمام محبيه، لأنه لا يعقل بحسب الفصيل أن فريقا كالوداد محبوه بالملايين تتم إدارته من طرف 200 شخص فقط، ثم تطرق إلى بطائق الاشتراك مستغربا تأخر طرح بطائق الاشتراك للعام المقبل، معتبرا إياها حلا ناجعا للحد من ظاهرة السوق السوداء. وفي النهاية خلص الفصيل إلى أنه لا يملي القوانين ولا يجبر أيا كان على فعل أي شيء، وأن المجموعة كانت ولازالت تنخرط ضمن عملية الحوار المتبادل الذي يحفظ مصالح نادي الوداد الرياضي ويجعها فوق أي اعتبار، وأن الهدف هو تشجيع وداد محترف وكبير.. لقد وضع الفصيل النقاط على حروف مجموعة من القضايا التي تخص الفريق «الأحمر»، ويمكن أن نضيف إلى الملاحظات التي قدمها الفصيل أن الوداد في حاجة إلى مكتب مسير يتوفر أعضاؤه على صلاحيات حقيقية، فليس مقبولا أن يكون رئيس الفريق وحده في الصورة، فالمفروض أن يعمل المكتب المسير بانسجام وتناغم، وأن يفوض الرئيس بعضا من صلاحياته إلى هؤلاء الأعضاء، فإذا نجحوا في مهامهم فذلك هو المأمول، وإذا لم ينجحوا يمكن أن يعوضهم بآخرين، أما أن توضع كل السلطات بين يدي الرئيس فقط، فإن ذلك سيجعلنا أمام تسيير فردي، بل إن أمورا صغيرة جدا سيجد الرئيس نفسه ملزما بالحسم فيها، وللأسف فمقربون من الناصري لا يجرؤون على أن يقولوا له ذلك، دون أن نعرف السبب، بينما يبدو أن صفة عضو في المكتب المسير كافية لآخرين، حتى لو كانوا مجرد كومبارس. الوداد في حاجة أيضا إلى أن يتحول لمؤسسة حقيقية قولا وفعلا، لاترتبط بالناصري أو بغير الناصري، وهو ما لن يتم إلا إذا تم وضع خطة محكمة لذلك، وفق استراتيجية واضحة توفر وسائل العمل وتحدد الأهداف التي ينبغي بلوغها بدقة. لقد فاز الوداد عدة مرات بلقب البطولة، وهو اليوم فريق للألقاب، كما يمكنه أن يحرز غدا عصبة الأبطال الإفريقية، لكن الأهم هو أن يهيئ الناصري بمعية مكتبه المسير أرضية صلبة للفريق. في النهاية لابد من توجيه التحية لفصيل «الوينرز»، لأنه أبدى ملاحظاته في غمرة الفوز باللقب، وحافظ على استقلاليته وعشقه للوداد، ولم يفعل مثل ما تفعل بعض الفصائل التي حولت التشجيع إلى أصل تجاري، وإلى وسيلة للتكسب والاسترزاق. بمثل هذا الفكر الراقي لفصيل «الوينرز» يمكن للكرة المغربية أن تمضي في الاتجاه الصحيح، وأن تتجاوز أخطاءها، وبمثل هذا «الضغط الإيجابي» يمكن أن تتغير الصورة في المستقبل.