في الوقت الذي كانت الأنظار لسنوات طويلة تتوجه بشكل أساسي إلى الانتخابات الجماعية وما ستفرزه من خريطة سياسية على مستوى مدينة الدارالبيضاء، التي تعد القلب النابض للمغرب، ستتحول الأنظار بشكل ملفت إلى الانتخابات الجهوية، بعد التقسيم الجهوي الأخير الذي عرفه المغرب، حيث أصبحت الجهة تسمى بجهة الدارالبيضاءسطات، بعد إضافة مجموعة من المدن إلى هذه الجهة. وقال مصدر ل "المساء" أن التقسيم الجهوي الأخير وطريقة إجراء الانتخابات الجهوية ستجعل الأنظار تتوجه بشكل كبير إلى جهة الدارالبيضاءسطات، على اعتبار أن منصب رئاسة هذه الجهة التي تعد شريان الاقتصاد المغربي يغري الكثير من المرشحين الكبار للانتخابات الجماعية، ومن بينهم وزراه سابقون وأمناء عامون لأحزاب سياسية. وأضاف المصدر ذاته أنه لا يمكن التكهن باسم من سيقود سفينة جهة الدارالبيضاءسطات، وهل سيكون من سطات أو المحمدية أو الجديدة ، فالعديد من المرشحين في هذه المدن في الانتخابات الجهوية يطمحون لرئاسة الجهة أو على الأقل التواجد ضمن المكتب المسير. ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون الصراع على أشده بين حزبي الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار بخصوص رئاسة الجهة، وقال: "إن حزب التجمع الوطني للأحرار غير مستعد للتنازل عن منصب رئاسة الجهة، حيث تقلد هذا المنصب لولايتين متتاليتين، وذلك في شخص شفيق بنكيران، وحاليا هناك إرادة لمواصلة تسييره لهذه الجهة التي توسعت بشكل كبير". وستشد الأنظار بشكل كبير بعد الانتخابات الجهوية والجماعية إلى المجلس الجهوي، بعدما كانت هذه الأنظار منصبة فقط على المجلس الجماعي الذي يوجد على رأسه حزب الاتحاد الدستوري في شخص أمينه العام محمد ساجد، وكان دورات جهة الدارالبيضاء لا تعرف الجدل السياسي الذي كان يميز دورات المجلس الجماعي وكانت تتم المصادقة على جل النقاط بالأغلبية المطلقة، وذلك حتى في ظل الأزمة السياسية التي عرفها المجلس الجماعي سنة 2011. وترشحت الكثير من الوجوه السياسية المعروفة إلى الانتخابات الجهوية في جهة الدارالبيضاءسطات وهناك مجموعة من دوائر الموت في الدارالبيضاء، كأنفا والبرنوصي وبابن امسيك، وهو ما سيجعل التكهن بالحزب الذي سيحتل المرتبة الأولى جهويا صعبا في ظل المنافسة الشرسة بين مجموع من الأحزاب الكبرى، التي تحاول أن تثبت لبعضها قدرتها على إقناع المواطن البيضاوي للتصويت عليها في هذه الانتخابات من أجل احتلال الصفوف الأولى التي تجعل منها معادلة صعبة في المشهد السياسي الجهوي.