يكاد يكون القاسم المشترك بين المقاطعات الجماعية في الدارالبيضاء هو تعدد أوراش بناء المنازل المتوقفة، الأمر الذي يزيد من تعميق إشكالية التعمير في العاصمة الاقتصادية، وتشكل هذه الأوراش مشاكل كثيرة للسكان المجاورين لها، لأنها تتحول إلى فضاء مناسب للمتشردين والفئران والحشرات الضارة. وكشف مصدر ل"المساء" أن هناك مجموعة من الأسباب وراء تعدد أوراش بناء المنازل المتوقفة في الدار البيضاء، من بينها مشاكل على مستوى تمويل هذا الورش أو ذاك من طرف أصحابها، حيث يجدون أنفسهم في مواجهة أزمة مالية تجعلهم يقررون وقف عملية البناء إلى حين توفير السيولة المالية لهذا الغرض. وقال يوسف الرخيص، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء، إن الإشكال المتعلق بتعدد أوراش البناء المنازل المتوقفة مرتبط بعدة جوانب، من بينها انتظار بعض أصحاب هذه الأوراش ما ستفرزه تصاميم التهيئة، لأن بعضهم ينوي زيادة طابق أو طابقين، خاصة حينما يكون تصميم التهيئة في المنطقة التي يوجد بها هذا الورش تحت الدراسة. وأضاف المتحدث ذاته أن مشاكل تحدث بين الورثة في أحيان كثيرة تكون السبب في توقيف الورش، خاصة إذا لم يتفق هؤلاء الورثة على موقف موحد حول مصير هذا الورش. وعن الموقف الذي اتخذه المجلس الجماعي من هذه الظاهرة التي بدأت في الانتشار بالدارالبيضاء، أكد يوسف الرخيص أنه من المفروض على الجماعة أن تفتح هذا الملف بكل جدية، وذلك عبر تحفيز أصحاب هذه الأوراش على إتمامها والوقوف على الأسباب الحقيقية التي وقفت حاجزا أمامها. وقبل ذلك يقول محدثنا، "يجب على المجلس الجماعي القيام بدراسة حول هذه القضية، وذلك بإحصاء هذه الأوراش وبعد ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل طي هذه الصفحة نهائيا"، وقال: "إن المجلس الجماعي الذي ستفرزه الانتخابات الجماعية المقبلة لابد أن يقوم بدراسة ميدانية لهذه القضية، وذلك من أجل معرفة عدد أوراش البناء المتوقفة في العاصمة الاقتصادية". وتنضاف أوراش البناء المتوقفة في الدارالبيضاء إلى القضية المتعلقة بالأراضي العارية، ففي العديد من مناطق توجد أراض عارية وسط الأحياء السكنية، وتتحول في أحيان كثيرة إلى مطرح للنفايات، ما يتسبب في مشاكل كثيرة للسكان المجاورين، فهل سيفتح المرشحون الذين يتصارعون حاليا على مقاعد مجلس الجهة والجماعة مثل هذه القضايا التي تساهم في تشويه المدينة، أم أن ذلك سيكون آخر ما سيفكرون فيه بعد ضمان مقعد في الجماعة والجهة.