لم تكن زيارة بعض المرشحين الكبار إلى عدد من المناطق في العاصمة الاقتصادية ترفا، بل وقفوا على عدة مشاكل بنيوية تعاني منها هذه المناطق، ووقفوا على المشاكل الاجتماعية التي يعانيها سكان هذه المناطق الذين يطالبون بالعدالة الاجتماعية في توزيع المشاريع التنموية. وحاصر الكثير من سكان المناطق المحيطية في الدارالبيضاء المرشحين خلال الحملة الانتخابية الممهدة للاستحقاقات الجماعية، التي ستجرى اليوم الجمعة، بالخصاص المهول الذي تتخبط فيه هذه المناطق منذ سنوات. ففي زيارة إلى المكانسة أو الهراويين أو ليساسفة، وقف العديد من المرشحين الكبار الذين يطمعون في رئاسة الجهة أو الوجود ضمن أعضاء المكتب المسير على أن الدارالبيضاء تسير بسرعتين مختلفتين، ففي الوقت الذي عرفت بعض المناطق قفزة عمرانية بإنجاز بعض المشاريع، فإن مناطق أخرى ما يزال سكانها يحلمون بأبسط حقوق المواطنة وهو ربطهم بوسائل النقل الحضري، حيث ما يزالون يستعينون بالعربات المجرورة وفي أحسن الأحوال بسيارات النقل السري. وتسلطت الأنظار بشكل كبير على المناطق الهامشية في العاصمة الاقتصادية أثناء الحديث عن نظام وحدة المدينة، حيث تم الحديث قبل دخول الدارالبيضاء إلى هذا النظام أن المستفيد الوحيد منه ستكون المناطق "المحكورة" في ظل نظام المجموعة الحضرية سابقا، إلا أن ذلك ظل مجرد حلم جميل، صحيح أن المنحة أصبحت توزع بشكل متقارب بين جميع المقاطعات، إلا أن المناطق المحيطية ظلت تعاني في صمت. وخلال الولايتين السابقتين ظل الكثير من منتخبي المقاطعات المحيطية يرفعون أصواتهم احتجاجا على عدم برمجة المشاريع التنموية في مقاطعاتهم، مؤكدين أن نظام وحدة المدينة لم يجب عن الاشكاليات التي تتخبط فيها هذه المقاطعات، وكان عضو في مجلس مقاطعة سيدي عثمان قال في تصريح سابق ل "المساء" إنه لا يمكن أن تتحول سيدي عثمان إلى قبلة للمشاريع التي لا ترغب فيها المقاطعات الأخرى، فالمنطقة في حاجة ماسة إلى مشاريع ذات بعد خدماتي وترفيهي لتحسين صورته، فالمقاطعة كان نصيبها كبيرا من حيث المشاريع التي تحمل الطابع التجاري كسوق الجملة للخضر وسوق السمك والمجزرة البلدية. وستكون مهمة قائد سفينة الجماعة الحضرية المقبل ورئيس جهة الدار البيضاء الجديد أمام امتحان عسير، ولابد أن تتصالح مع مناطقها المحيطية وأن يكون، حسب بعض المراقبين للشأن المحلي، توازن في المشاريع بين جميع مناطق المدينة ومدن الجهة، فهل ستنجح جهة الدارالبيضاءسطات في تحقيق هذا التوازن، خاصة أن الأنظار ستكون منصبة بشكل كبير على هذه الجهة نظرا لمكانتها الاقتصادية على الصعيد الوطني.