غادر بطل شريط الطريق المغشوشة أسوار السجن المحلي لآسفي بعد أن تقدم خالد النويكض، رئيس جماعة جمعة اسحيم، بتنازل عن الشكاية التي وضعها ضده في وقت سابق أمام مصالح الدرك الملكي. وجاء الإفراج عن عبد الرحمان المكراوي إثر الضجة الكبيرة التي رافقت نشر فيديو يظهر غشا واضحا في صفقة إنجاز طريق، قبل أن يتحول ملفه إلى قضية رأي عام بعد أن تقرر اعتقاله، ما أجج ردود فعل غاضبة من طرف عدد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية، التي اعتبرت ذلك محاولة لإخراس صوت فاضح الفساد، قبل أن يدخل نشطاء الفايسبوك بقوة على خط المطالبة بإطلاق سراحه. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن الإفراج عن المكراوي بناء على التنازل الذي قدمه رئيس الجماعة، جاء لقطع الطريق على عدد من المحاولات الهادفة للركوب على هذا الملف، وهو ما جعل المكرواي يمتنع عن الإدلاء بأي تصريحات مباشرة بعد مغادرته أسوار السجن ومعانقته الحرية، علما أن هذا التطور تزامن مع انتهاء عمل لجنة تحقيق قدمت من مدينة آسفي للبحث في الطريق المغشوشة التي فجرت هذه الفضيحة. وفي الوقت الذي شدد رئيس الجماعة على أن هذا المشروع تم في عهد الرئيس السابق للجماعة، وأن لا علاقة له به، وأن خلفيات اعتقال المكراوي جاءت نتيجة تعمده سبه بعبارات نابية في مناسبات مختلفة، كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن إيفاد لجنة للتحقيق جاء بعد أن قررت وزارة الداخلية الدخول على الخط في هذه الفضيحة حيث تم اكتشاف خروقات خطيرة في إنجاز هذه الطريق، إذ تم استدعاء المقاول الذي عرض إعادة إنجازها وصيانتها مع تحرير محضر في الموضوع. ونفى رئيس الجماعة بشكل مطلق أن يكون تلقى تعليمات سواء من حزب الاستقلال، الذي ينتمي إليه أو من جهة أخرى، للمسارعة بطي هذا الملف والتنازل عن الشكاية، وقال إنه غير معني إطلاقا بالغش الموجود في الطريق والذي يتحمل مسؤوليته الرئيس السابق، مضيفا أنه قرر التنازل بناء على طلب والدي المكراوي لوضع حد للتهافت الحاصل من طرف بعض الجهات للركوب على ملفه.