شارك الآلاف من الفلسطينيين في تشييع جثمان الشاعر سميح القاسم في بلدة الرامة في الجليل الأعلى، أمس الخميس، في مسيرة رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، وتخللتها قراءة لأشعاره. وسجي جثمان القاسم في بيت الشعب وغطي صدره الورد الجوري الأحمر وأغصان الزيتون، وارتدت النسوة الأسود وغطاء الرأس الأبيض وحملن أغصان الزيتون، وهن يندبن الشاعر بقولهن «كتبوا أوراق النعي وفرّقوها على البلاد». وارتدى الشبان سترات كتب عليها «منتصب القامة امشي... مرفوع الهامة امشي». وردد الجميع وهم يبكون «مع السلامة، مع السلامة». وخلف الكشافة الذين عزفوا دقات الحزن، سار الموكب المهيب وراء علم فلسطيني امتد إلى عشرة أمتار، على وقع كلمات قصيدة «سماء الأبجدية». وتقدّم المسيرة الرجال ومشايخ الدروز ورجال الدين المسيحيين وأصدقاء الشاعر. وسجي الجثمان في الملعب إلى حيث وصلت الوفود من القدسالمحتلة والضفة الغربية والنقب. وخلال العزاء، صدحت قصيدة لسميح القاسم بصوته يصف فيها عزاءه ويشكر فيها «من قدم لتشييع جثماني.. ولكل الذين أتاحوا لي رفعي على أكتافهم، وأؤلئك الذين حملوا أكاليل الورد ...ماذا أقول؟ وجاؤوا لتكريم شخصي الضعيف لهذه الجنازة... ألا عظم الله أجركم أجمعين». وانطلقت كلمات القاسم بصوته «قالوا ويوم تغادر روحي فضائي... لشيء يسمونه الموت أرجو أن لا تفارق وجهي الابتسامة».