تعيش مدينة كلميم في هذه الأثناء عزلة تامة عن العالم الخارجي بسبب ارتفاع منسوب المياه بعدد من الوديان، نتيجة التساقطات الغزيرة التي تعرفها المنطقة منذ الساعات الأولى من هذا اليوم الجمعة. فقد عاينت "الرأي" أثناء تغطيتها للأحداث كيف عزل وادي "أم لشعار" بقلب مدينة كلميم أحيائها الجنوبية -في اتجاه مدينة طانطان- بسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه وتخطيها حاجز القنطرة، مما يندر بكارثة بشرية نظرا لتواجد عدد من الأحياء على ضفتي الوادي. كما عاينا أيضا إنزالا أمنيا مكثفا لمختلف الوحدات لمنع السيارات والشاحنات من اجتياز القنطرة، وكذلك لمنع حشود المواطنين الذين تجمهروا بالقرب من القنطرة من الاقتراب منها، لتفادي تكرار فاجعة الأسبوع الماضي، التي راح ضحيتها أزيد من ثلاثين شخصا. من جهة أخرى، اضطرت مجموعة من الأسر لإخلاء منازلها بتعليمات من السلطات بعدما غمرتها المياه، حسب ما أفاد به السكان ل"الرأي"، معبرين في ذات الوقت عن استياءها من عدم توفير مأوى بديل لمساكنهم، مما اضطرهم إلى النزوح لدى أقاربهم ومعارفهم. هذا ولم يخفِ عدد من المواطنين في حديثهم مع "الرأي" مخاوفهم من احتمال ارتفاع منسوب المياه أثناء الليل، مما يهددهم ويهدد أقاربهم المتواجدين على الضفة الأخرى للوادي.