يحاول منتجع "القنطاوي" السياحي وغيره من المنتجعات التونسية، العودة إلى الحياة الطبيعية بعد هجوم دموي أودى بحياة 36 شخصاً، غالبيتهم من السائحين البريطانيين، يوم الجمعة الماضي. ولم يكن على الشاطئ سوى عدد قليل من الناس يسبحون في البحر، وعدد من أبناء المنطقة يلعبون مباراة لكرة القدم على الشاطئ في المنتجع، الذي يبعد عشرة كيلومترات إلى الشمال من سوسة. وتضررت المنطقة التي تعتمد بدرجة كبيرة على السياحة، بعد فرار السياح الأجانب الذين غادروا، في معظمهم، في طائرات خاصة رتّبتها لهم شركات السياحة بعد الهجوم. وبقيت الزهور والصور التذكارية والأعلام الموضوعة في موقع الهجوم، الذي زاره ثلاثة وزراء داخلية أوروبيون أمس، شاهدة على الهجوم. وتتوقع تونس خسارة لا تقل عن 515 مليون دولار هذا العام، أي حوالى ربع إيرادات السياحة السنوية المُقدرة. وجاء الهجوم الذي نفّذه مسلّح منفرد في مدينة "سوسة" السياحية، بعد أشهر فقط من هجوم استهدف متحف "باردو" في العاصمة تونس، وأدى إلى مقتل 21 شخصاً، الأمر الذي وجّه ضربة للقطاع السياحي المهمّ لاقتصاد البلاد. ويساهم القطاع بسبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية والوظائف في تونس. وجنت تونس إيرادات قدرها 1.95 بليون دولار من السياحة في العام الماضي. وقالت الحكومة إن ألف جندي مُسلّح إضافي من شرطة السياحة، سيحرسون الفنادق والمواقع السياحية، وإنها ستستدعي قوات الاحتياط لتعزيز الإجراءات الأمنية. يُذكر أن السلطات التونسية ألقت القبض على أشخاص مشتبه في أنهم على صلة بمنفّذ الهجوم، لكنها لم تذكر تفاصيل.