توقع المفكر والكاتب الإسلامي المصري، سليم العوا، أن تقوم "جماعة الإخوان المسلمين" بمراجعة شاملة لعلاقتها مع نظام عبد الفتاح السيسي في مصر، ومع الحكومات التي تربطها علاقات بها، في أجل غير بعيد. وقال العوا، في تصريح ل"الرأي"، "أعتقد أن هذا سيحدث في وقت غير بعيد وليس فيما يتعلق بالنظام الحالي فقط، بل أيضا فيما يتعلق بنظرة جماعة الإخوان المسلمين العامة الشاملة إلى الحكومات التي تربطها علاقات بها"، لافتا الانتباه إلى أن "هذا سيحدث لكن بعد نهاية المحنة الحالية". وأكد المفكر الإسلامي أن المشاكل الكبرى للحركات الإسلامية تتجلى في كونها "تعتبر أن تمة انفصاما تاما بين ما يُوصفُ بالإسلاميين وبين غيرهم من الناس"، مؤكدا أن هذا الاعتقاد "خطأ إسلامي"، ونوه إلى ان الإسلام "وسع الجميع على مر التاريخ ولم يخرج من تحت مظلته أحد ولا يجوز أن نخرج أحدا من تحت هذه المظلة". وأضاف المتحدث، في التصريح ذاته، أنه لا يجوز، من باب أولى، أن يخرج أبناء الحركات الإسلامية عن الجماعة ويصنعون لأنفسهم "مظلة اسمها الحركة الإسلامية"، معتبرا أن "إنشاء هذه المظلة الخاصة أمر خاطئ"، ودعا إلى أن يكون الحركات الإسلامية "جزء من الكل ويكون هذا الكل أصلهُ الإسلام، فنحن ندعو إلى الأصل ولا يجوز أن نجعل لأنفسنا فرعا ممثلا للفروع كلها". ونوه سليم عوا بتجربة الحركات الإسلامية في المغرب الكبير، معتبرا أنها "متميزة ومتفوقة" عن نظيراتها في المشرق العربي. وقال إن الحركات الإسلامية بالمغرب وتونس استطاعت تجاوز الأزمة التي وقعت فيها الحركة الإسلامية في المشرق، وتعايشت مع المُجتمعَ والأنظمة القائمة فيه، خلافا للحركة الإسلامية في المشرق التي أخذت موقف العداء من كل الأنظمة القائمة.