أكد الملك محمد السادس على أن المنطقة المتوسطية لابد أن تعود كما كانت فضاء للسلم المستدام والرخاء المشترك، وتجسد من جديد قيم التشارك والاحترام المتبادل والتسامح والتنوع. وقال الملك، في رسالة بمناسبة الحفل الأول لموسيقى البحر الأبيض المتوسط، المنظم بقصر الأمم بجنيف، والتي تلتها الأميرة للا حسناء، أمس السبت: " لابد لنا أن نستعيد إنسانيتنا ونعيد للفضاء المتوسطي مجده وعزته، وهذا ما يسعى المغرب جاهداً لتحقيقه بتعاون وتضامن مع بلدان أخرى، انطلاقا من تشبثه واعتزازه بانتمائه المتوسطي". وأوضحت الرسالة الملكية أن الفضاء المتوسطي تتهدده العديد من أشكال التصدع الخطيرة، بدءا بسلام طالما سعينا له دون أن نتمكن، حتى الآن، من تحقيقه في منطقة الشرق الأوسط، ومروراً بتصاعد وتيرة العنف والإرهاب والتطرف والانكفاء على الذات، علاوة على المآسي المرتبطة بالهجرة وتدبير الموارد المشتركة وحماية البيئة. وأمام المخاوف ونزعات الإنطواء التي تغذيها الإيديولوجيات المتطرفة، دعا الملك إلى التحلي بالشجاعة والعزم، " من أجل أن يحاور بعضنا البعض، ونصغي لبعضنا البعض، ونفهم بعضنا البعض، ونَقْبل بعضنا البعض، ونعمل مع بعضنا البعض، باسم كل ما هو مشترك بيننا". وهنا، تقول الرسالة الملكية، يأتي دون ريب دور الفنان، "الذي أنيطت به مهمة إحياء هذه الثقافة التي رأت النور في كنف الفضاء المتوسطي. إنه دور يقوم على تغذية الروابط التي تجمعنا بهذا الفضاء وقيمه ".