اتهم الحزب الحاكم ب"الاستبداد" وقال "كنت أعلم أنه لو فزت برئاسة المجلس لحققت المعجزة" بعد مرور 9 أشهر على نزول حزبه من قطار الأغلبية، ارتدى كريم غلاب، الرئيس السابق لمجلس النواب، لأول مرة، قبعة المعارضة، وشرع في تنصيب نفسه ندا لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، بعدما لزم كرسي المراقب خلال فترة رئاسته لمجلس النواب. ومباشرة بعد نزوله من كرسي رئاسة مجلس النواب، التحق بصفوف حزبه المنتمي إلى المعارضة، وحمل خطابه الجديد، موجها رسائل نارية إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. وقال غلاب إن فترة رئاسته على كرسي رئيس مجلس النواب كانت تفرض عليه نوعا من الحياد، موضحا "كنت رئيسا للجميع، فعلى الرغم من أن حزبي التحق بالمعارضة، إلا أنني كنت مجبرا على الحياد، ولم أكن أبدي مواقفي بشأن عدد من القضايا الحكومية، على الرغم من معارضتي لها". وزاد "كنت مثل حكام كرة القدم، قد تكون قلوبهم مع فريق معين، لكن صعب أن يشهروا ذلك احتراما للحياد اللازم". وأكد غلاب "الآن لم أعد مقيدا بمهامي الرسمية". وفي أول خروج له بعد مغادرته كرسي رئاسة القبة التشريعية، رد كريم غلاب على رسالة "الوداع" التي خصه بها رئيس الحكومة يومان بعد انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد، والتي تساءل فيها ابن كيران "من إن كان بقي لغلاب مستقبلا سياسيا بعد هذه الهزيمة". وقال غلاب، في حوار له مع إذاعة "ام اف م" إن "ترشيحه كمنافس لمرشح الأغلبية حول مقعد رئيس مجلس النواب أمر طبيعي للغاية، وأن الغير طبيعي هو رد فعل الأغلبية تجاه هذا الترشيح". وأضاف "كنت اعرف أنني لو فزت لحققت المعجزة، وعلى الرغم من ذلك ترشحت لأن العمل السياسي ليس فقط البحث على الكرسي، بل النضال على المواقع". واتهم غلاب الحزب الحاكم بالاستبداد، قائلا "رئيس الحكومة يميل نحو الاستبداد والحكم الوحيد، ومن يعطي رأيا مخالفا فهو مع التماسيح والعفاريت"، مشيرا "هذا القاموس اخترعه رئيس الحكومة، وهو قاموس استباقي بالنظر إلى عدم قدرته على تحقيق الوعود التي ربح بها الأصوات والانتخابات". وأشار غلاب إلى أن "ابن كيران يصنع كيانات وهمية وأساطير ليلهي بها الرأي العام عن المشاكل الحقيقية ويحول نفسه إلى ضحية". وقال غلاب "ليس هناك رئيس حكومة له اختصاصات كالتي يتمتع بها ابن كيران الآن"، مضيفا "ابن كيران يحضر لفشله بهذا النوع من التبريرات".