على إثر الزيارة التي يقوم الملك الإسباني فيليب السادس إلى المغرب يومي 14 و15 يوليوز الجاري، بدعوة من الملك محمد السادس، أعلنت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" أن إسبانيا نجحت في تجاوز فرنسا وأصبحت هي الزبون الأول للسوق المغربية. وتعتبر هذه الزيارة التي يقوم الملك الإسباني، تقليدا متوارثا دأب عليه ملوك ورؤساء الحكومات الإسبانية، وذلك من خلال اختيارهم المغرب كأول وجهة خارج أوروبا، وأشارت الوكالة إلى أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي أصبحت فيه إسبانيا هي الزبون التجاري الأول للمغرب، بعد أن حافظت فرنسا على هذه المرتبة لسنوات طويلة، وبالتالي فإن الملف الاقتصادي سيكون مطروحا على طاولة النقاش بين عاهلي البلدين خصوصا وإن إسبانيا بدأت تتعافى بشكل تدريجي من الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى ارتفاع عدد الإسبانيين المقيمين في المغرب والذين استثمروا أموالهم في العديد من المشاريع في المغرب، ومن المرتقب أن تعقد اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا خلال شهر شتنبر المقبل لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل تراجع فرنسا الشريك التاريخي لفرنسا. وبلغت قيمة صادرات إسبانيا للمغرب سنة 2013 ما مجموعه 5,508 مليار أورو، أي بزيادة قدرها 4 بالمائة مقارنة مع سنة 2012. وبالتالي يبقى المغرب الوجهة الأولى إفريقيا وعربيا للصادرات الإسبانية بفضل أزيد من 20 ألف مقاولة تصدر منتجاتها إلى المملكة، وهو دليل على الثقة والشفافية. وجذب المغرب، الذي يوفر فرصا استثمارية في جميع المجالات ومناخا ملائم للأعمال، 52 في المائة من الاستثمارات الإسبانية في إفريقيا، متبوئا بذلك مكانة بارزة لدى المستثمرين الإيبيريين. الملف الأمني سيفرض نفسه بقوة على مباحثات الملك محمد السادس والملك فيليب السادس، خصوصا أمام التهديدات الإرهابية المتزايدة التي يواجهها البلدان وأيضا التنسيق الأمني لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.