بعد مرور سنتين على هذا الحديث، الذي جاء بعد حادث انهيار منزلين، تكرر السيناريو بمشاهد ابشع وحصيلة أثقل قبل سنتين من الان، وبالضبط في 27 يونيو 2013، خرج رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران ليعلن عن قرار حكومي "خطير وغير مسبوق"، من وجهة نظره. رئيس الحكومة الذي كان يخاطب الحاضرين في ملتقى حول الإسكان عقد بعد فاجعة سقوط منزلين في حادثين منفصلين خلفا مقلتل ثمانية أشخاص وجرح آخرين، اكد ان الحكومة "ستعمل على إفراغ جميع البيوت الايلة للسقوط ولو بالقوة". وعكس تصريح رئيس الحكومة آنذاك حماسة كبرى اعتقد الكثيرون في ظلها ان "ملف الدور الايلة للسقوط" صفحة مؤلمة في التاريخ الحديث للمملكة تم طيها بدون عودة. بعد مرور سنتين بالتمام والكمال، بدا ان تصريح رئيس الحكومة كان مجرد "طلقة مفرطة في الحماس" جاءت في سياق كلام كثير اعقب الحادث الأليم شهدته العاصمة الاقتصادية التي دفنت ثمانية من مواطنيها قضوا تحت الأنقاض كلام ظل مجرد حبر على ورق، ولم تعقبه اي إجراءات فعلية لتجنب تكرار فاجعة المدينة القديمة بالبيضاء، والتي تكررت للأسف نهاية الاسبوع الماضي، وبحصيلة أثقل. عبد الإله ابن كيران كان اعلن أن الحكومة قررت إفراغ المنازل الآيلة للسقوط في جميع المدن المغربية، وحتى إن اقتضى الأمر استعمال القوة، لان الامر يتعلق، حسب قوله ب"أرواح المواطنين". ومضى يقول في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى حول الدور الآيلة للسقوط بمدينة الدارالبيضاء: "قررنا خلال اجتماع عقدناه مباشرة بعد سقوط منزلين بالدارالبيضاء هدمهما بعد إفراغهما من السكان، حيث سنوفر لهم سكنا مؤقتا"، دون ان يحدد الطرق التي ستحل بها هذه المشكلة الاجتماعية واكتفى بالقول: "سنسكنهم مؤقتا بما تيسر". وبعد مرور سنتين على هذا الحديث، تكرر السيناريو بمشاهد ابشع وحصيلة أثقل، فيما بقي كلام رئيس الحكومة وعدا بلا بداية ولا نهاية.