لا يفوت رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران فرصة حديثه لوسائل الاعلام الدولية دون ان يجدد "بيعته" للملك على طريقته الخاصة. ففي الحوار الذي أجرته معه جريدة الشرق الأوسط من الرباط، تحدث ابن كيران عن خصوصية الملكية في المغرب، وقال إن الناس لا يعرفون جيدا خصوصيتها، مشيرا إلى أن الذي يطبعها بالدرجة الأولى هو التحكيم وليس التحكم. وأوضح أن النظام الملكي بالنسبة للمغاربة «ليس نظاما سياسيا والسلام، بل ضمانة لهم.. والإنسان العاقل لا يغامر بضمانته». وزاد "هذا التحكيم هو أن جلالة الملك يتدخل لإرجاع الأمور إلى نصابها في بعض القضايا والحالات بمبادرة منه أو بطلب من الأطراف"، وهذا، برأيه، ليس وليد اليوم، بل حتى إبان ما كان يسمى «سنوات الرصاص»، كانت دائما هذه المرجعية لدى الملك يحافظ عليها ويتفاعل معها الآخرون وهي التي سمحت بأن نجتاز الكثير من الظروف الصعبة باعتبار أنه في بعض الأحيان قد تطغى فئة على أخرى أو تتجاوز معها الحدود، ولكن يأتي تدخل الملك ليرجع الأمور، في قضية أو إشكالية معينة بين أطرافها، إلى نصابها". وأشار ابن كيران الى ان الملك في أكثر من مرة أنصف الحكومات السابقة باعتبار أنها حققت للمغرب أمورا إيجابية، وهذا لا ينفي أنه ربما كانت هنالك أمور سلبية كذلك، وفي الخطاب الأخير أثنى كذلك على الحكومة الحالية وعلى ما قامت به. وتابع "أظن أن هذا إنصاف يناسب رأي المجتمع في هذه الحكومة، لأن هذه الحكومة رافقتها منذ البداية حملة إعلامية فاقدة للصواب تحاول أن تسود اللوحة مطلقا، بطبيعة الحال هذا ليس معقولا". وبشأن شعبيته وشعبية حزبه، قال ابن كيران: «ليس هناك حكومة ستنجز أمورا لصالح البلد لا تتأثر شعبيتها»، مشيرا إلى أن الإصلاحات على الأقل في مراحلها الأولى تقتضي تدابير وإجراءات لا تكون مريحة. وأوضح أن الإصلاح مكلف دائما «لكن مع ذلك أنا لست انتحاريا، يعني لست هنا لكي أنتحر وحزبي سياسي، فهذا أمر غير معقول، لأن الحزب هو أداة من أدوات الإصلاح، فلا بد من الحفاظ على أداتك لضمان استمرارية الإصلاح، وبالتالي لا بد من التوازن». وزاد ابن كيران قائلا: «لست خائفا على شعبيتي وشعبية حزبي، على كل حال ما زالت استطلاعات الرأي تعطينا أكثر من 50 في المائة، وأنا أظن أن هذا كاف».
