كشفت قناة "TF1″ الفرنسية مساء اول أمس الثلاثاء عن إعطاء قاضي التحقيق في محكمة العاصمة الفرنسية باريس تعليماته بمتابعة شاب مغربي يبلغ من العمر 25 عاما بتهمة القتل، وكذلك بمتابعة أفراد عائلته من طرف المحكمة الجنائية بتهم "استخدام أدلة مزورة" و"الشهادة الزور". القصة تصلح لتكون سيناريو فلم رعب ناجح جدا حيث أن جل وسائل الإعلام الفرنسية التي تحدثت عنها اليوم أشارت لكونها عصية عن التصديق وغريبة جدا بل ونادرة في عالم الجريمة… شاب مغربي مقيم رفقة عائلته في فرنسا ارتكب جريمة قتل، وليفر من العقاب سافر إلى المغرب لتدعي عائلته أنه قد توفي في حين أنه يعيش حياته بالطول وبالعرض في بلده الأم من دون أن يخالجه أدنى تخوف من أن تطاله يد العدالة يوما ما ليدفع ثمن جريمة قتل بشعة كان ضحيتها صديق طفولته. يوم السابع والعشرين من شهر مارس من سنة 2011 وإثر خلاف بسيط بينهما قام حسن شاب مغربي مقيم في فرنسا البالغ من العمر حينها 22 عاما، بتوجيه خمس طعنات بالسكين لصديق طفولته المهدي المنحدر بدوره من المغرب، ليرديه قتيلا، بعدها تمكن حسن وبمساعدة أسرته من الفرار إلى المغرب، غير أن السلطات الفرنسية أطلقت مذكرة توقيف دولية في حق الشاب المغربي، حينها فقط تبادرت إلى ذهن الأسرة فكرة شيطانية تتمثل في ادعاء موت حسن حتى تتوقف الشرطة عن ملاحقته. في يوليوز من ذات السنة، ادعت أسرة حسن أن الأخير توفي منتحرا لعدم تحمله كونه تسبب في قتل صديقه، والمثير أن والده الذي كان يعمل شرطيا قدم للسلطات الفرنسية شهادة وفاة استقدمها من المغرب، غير أن أسرة القتيل المهدي لم تصدق القصة فظلت تبحث وتنقب عن الحقيقة، الشرطة الفرنسية بدورها اقتنعت بضرورة استكمال التحقيق في هذه القضية حيث تم وضع هواتف عائلة حسن تحت المراقبة ليتم اكتشاف الحقيقة العصية عن التصديق: قاتل المهدي يعيش حياة رغيدة في المغرب والأكثر من ذلك أنه احتفل مؤخرا فقط بزواجه. أسرة حسن بدورها فرت إلى المغرب في الوقت الذي تطالب السلطات الفرنسية بتسليمهم جميعا للعدالة ليتم النظر في الجرائم المنسوبة إليهم غير أن التقارير الإعلامية الفرنسية تؤكد عدم استجابة المغرب لتلك الطلبات، في المقابل بدت عائلة المهدي خلال إدلائها اليوم بتصريحات لقناة "BFM" مصدومة حيث قالت شقيقة الضحية إن عائلة القاتل تفتقر للشعور الإنساني متسائلة باستنكار "كيف تمكنوا من اختلاق هكذا قصة؟ !".