اعتبر نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن كلا من المغرب وتركيا يعتبران "بوابة للإسلام" وهذا ما يجعلهما يتشابهان، فالأولى بوابته للغرب فيما الثانية بوابة الإسلام للشرق، مشيرا إلى أن البلدين قاما بدور ريادي في الارتقاء بالثقافة والتاريخ الإنساني عبر العصور. وذكر نائب الرئيس التركي، خلال محاضرة تحت عنوان "تصور الحضارة" ألقاها مساء أمس (الثلاثاء) بالمكتبة الوطنية بعهد الفتوحات الإسلامية ووصول الإسلام للأندلس على يد طارق ابن زياد، وكذلك توسع الدولة العثمانية في مختلف بقاع الأرض مما ساعد على وصول الإسلام للقارة العجوز. ولع المغاربة بتركيا ينتقل إلى الشق الثقافي بداية بموسيقى الدولة العثمانية على صعيد آخر، انتقد كورتولموش ربط الإسلام بالإرهاب، قائلا إنه لم يكن الاسلام في يوم من الأيام دين "إرهاب أو قتل أو سفك للدماء"، معتبرا أن الغرب هم من ساهموا في نشر هذه الصورة التي يريدون ترويجها عن الديانة الإسلامية والتي لطالما كانت مرتبطة بالسلام والحب قائلا: "على المغرب وتركيا الحفاظ على هذه الصورة ونشرها وتقع مسؤولية ذلك عليهما". وشدد نائب الوزراء التركي على ضرورة إرساء ما اسماه "نظام عالمي جديد" يكون أساسه الأمن والسلام وليست فيه سيطرة للدول الكبرى على العالم، معتبرا أن هذه الدول تفرض آراءها على العالم بناء على منطق القوة وليس الإصلاح، مشيرا إلى أن النظام العالمي الذي يسود اليوم هو من إفرازات الحرب العالمية الثانية والتي خرجت منها خمسة دول تتحكم في العالم ولها حق "الفيتو" في القرارات التي يكون لها انعكاس على جل بقاع الأرض، ساردا مثال سفك الدماء والقتل الحاصل في سوريا قائلا: "العالم لم يخطو أي خطوة لمحاربة هذا الوضع بسبب الفيتو الذي تفرضه روسيا". على صعيد آخر أجرى نائب الرئيس التركي أمس مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة بداية بعبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، وأيضا مع لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر والوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. وفي هذا الإطار، قال الداودي في تصريح للصحافة عقب لقائه بالمسؤول التركي إن "الآفاق ستكون واعدة بالنظر إلى العلاقات التاريخية بين البلدين"، مشيرا إلى أن المغرب وتركيا عازمين على توطيد العلاقات والتعاون في كل المجالات بما في ذلك البحث العلمي والتعاون الجامعي.