بأنفاس متقطعة، وصوت يحمل في طياته الكثير من الحزن والألم والعذاب أيضا.. حكت الطفلة أسماء، البالغة من العمر 16 سنة، تفاصيل تعرضها للاختطاف والتعذيب والاغتصاب للمرة الثالثة على التوالي، في شفشاون، من قبل عصابة تتكون من أربعة أشخاص، من بينهم امرأة. وتتهم أسماء، في تصريحات ل"راديو بلوس"، خلال برنامج "بصراحة" "كومسير" في قضية اختطافها، قبل أن يتم إطلاق سراحه يوم الجمعة الماضي، "بتاريخ 12 يونيو، تم اختطافي أنا وشقيقي ووضعنا داخل سيارة أجرة من حجم كبيرة، وتعصيب عيني..بعد مدة غير طويلة، تم إنزال اخي من السيارة والاحتفاظ بي كرهينة" تحكي الضحية لمقدم برنامج "بصراحة". كان في استقبال أسماء، سيدة قصيرة القامة، ممتلئة وذات بشرة سمراء، حيث أقدم مساعدوها على تكبيل الفتاة على مستوى اليدين والرجلين "لحظتها دخل مراد، الذي كان طلب يدها للزواج، قبل أن ترفض العائلة ويقوم باختطافها واغتصابها في مرتتين متتاليتين.. لم أتفاجأ لحظة سماع صوته، لكنني أصبت بحالة دهشة وصدمة عندما سمعت صوت "أنور" ابن الحي الذي أقطن فيه..لم أستطع استيعاب أن يكون متواطئا مع "مراد" من أجل اختطافي"، تقول أسماء بصوت متقطع. وزادت دهشة الطفلة القاصر، عندما سمعت أن السيدة التي استخدمت دمها في أعمال للشعوذة، كانت على اتصال هاتفي متكرر مع شخص تخاطبه ب"الكوميسير"، "لم أكن أسمع تفاصيل الحوار بينهما، لكن السيدة كانت تخبره بأنه سيحصل على جميع المبالغ المالية المتفق عليها، بشرط عدم الدخول على الخط في قضية الاختطاف". ولم تتوان السيدة المتهمة في تعنيف ضحيتها، مهددة إياها بالقتل، والرجوع إلى أحضان عائلتها ملفوفة في كفن. وعن أسباب التعنيف، تقول الطفلة: "كانت تقوم بضربي لأن عائلتي لجأت إلى القضاء لحظة اختطافي، مرددة على مسامعها، أن "المخزن" بكامله بين يديها، والدليل أن قاضي التحقيق لحظة الاستماع إلى شهادتي، بدأ يسألني عن قصة أحد الأفلام، عوض الاستماع إلى تفاصيل اختطافي واغتصابي وتعنيفي". وظل أفراد العصابة الإجرامية، على امتداد فترة اختطاف "أسماء"، يتصلون بأفراد عائلتها، ويطالبونهم ب10 ملايين سنتيم، في حين أن جميع محاولات الهرب من بين قضية العصابة باءت بالفشل، قبل أن يتم إنقاذها من طرف إحدى السيدات :"أخبرتهم السيدة التي أنقذتني أن الشرطة تبحث عن إحدى الفتيات المختطفات.. وطلبت من المشعوذة أخذي إلى منزلها إلى حين انتهاء التحقيقات" تحكي أسماء، التي عبرت عن شكرها وامتنانها الكبيرين للسيدة بائعة الخبز، التي عوض أن تنقلها إلى منزلها، قامت بإركابها في حافلة سفر، لتصل إلى أحضان عائلتها. اللقاء مع العائلة كان بالدموع والزغاريد، تقول الطفلة المختطفة، مشبهة اللقاء ك"رجوع مهاجر إلى بلده"، موجهة في آخر اللقاء إلى العدالة، للأخذ بحقها، وإنصافها من لدن المتهمين، "ما بغيتش البوليس يطيحوا من قيمتي قدام المتهم، بغيتهم يحتارموني وياخذوا لي حقي.. حشومة حشومة حشومة".