أصبحت الصورة واضحة الآن، ولم يعد بالإمكان خلط الأوراق أمام المواطنين، هناك تقاطب واضح بين تيارين في الساحة، تيار الإصلاح وتيار الفساد. تيار الإصلاح يريد مواصلة مسيرة التغييرات الإيجابية وهو مسنود من طرف فئات عريضة من الشعب المغربي، يظهر ذلك بشكل واضح من خلال عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات الذين حضروا للتجمعات الخطابية الناجحة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومن خلال وضوح أفكاره في مواجهة الفساد والتحكم.. هذا التيار يضم، أيضا، قوى يسارية مثل حزب التقدم والاشتراكية الذي عبر رئيس ديوانه السياسي عن رفضه الواضح لعودة التحكم ووجه رسائل واضحة للحزب المعلوم. على الجانب الآخر من الصورة، هناك تيار الفساد الذي تقوده عصابات البلطجة والتحكم وتحركه الأموال المشبوهة، وهو عاجز عن مواجهة الجماهير ومخاطبتها بواسطة لغة الإقناع السياسي، ولذلك، فإنه يلجأ إلى المال المشبوه لإغراء الناخبين، مستغلا أحوال الفقر والبؤس الذي تعاني منه بعض الفئات المحرومة. إن المتابع للدينامية الإصلاحية التي عرفتها بلادنا في الأربع سنوات الأخيرة سيسجل بكل موضوعية أن حزب العدالة والتنمية كان أحد أبرز المساهمين في خلق هذه الدينامية، وسيعترف بالدور الذي قام به الحزب في توفير شروط الاستقرار بعد الرجة الثورية التي عرفتها المنطقة العربية، وسيلاحظ بأن الحزب قام خلال هذه المرحلة بواجباته كما تمليها عليه المصالح العليا للوطن، وأنه فضل مباشرة العديد من الإصلاحات الكبرى بدون حسابات سياسوية صغيرة. ورغم حجم الصعوبات والإكراهات التي واجهها وهو يقود تحالفا حكوميا من أربعة أحزاب، فقد نجح في إنجاز حصيلة إيجابية على كافة الأصعدة: سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وذلك باعتراف المؤسسات الاقتصادية العالمية والمؤسسات الوطنية أيضا. وهو ما جعل الاستثناء المغربي صامدا وسط نظام إقليمي مضطرب.. كما نجح في كسب رهان الديمقراطية الداخلية والحفاظ على وحدة صفه الداخلي، وعمل على مخاطبة المغاربة بلغة قريبة منهم، لغة صريحة وواضحة، لا مجال فيها للمجاملة أو التكلف، وتُجسد كلمات عبد الإله بنكيران أبرز نموذج في هذا الإطار. كما نجح في تحصين أداء منتخبيه من داء الفساد والزبونية، وضرب أروع المثال في صيانة المال العام وخدمة السكان، وهو ما أكسبه الكثير من الاحترام في صفوف الخصوم قبل الأصدقاء، وجعله محط أنظار الجميع، وهو يمثل اليوم أمل شرائح واسعة من الشعب المغربي التي تراهن عليه لمواصلة مسار الإصلاح والوقوف في وجه الفساد.. لقد قام الحزب خلال هذه المرحلة بواجباته كما تمليها عليه مرجعيته في العمل السياسي، وكما تفرضها المصالح العليا للوطن، والكلمة اليوم للشعب المغربي ليؤكد هذه الحقيقة عبر المشاركة المكثفة يوم 4 شتنبر المقبل بحول الله. الأمور واضحة..فليتحمل المواطن مسؤوليته في الاختيار….