بدا آلان جوبي، الوزير الأول الفرنسي السابق والمرشح القوي لتمثيل حزب "الجمهوريين" في رئاسيات 2017 بفرنسا، حذرا عند الحديث عن التوتر بين الرباطوواشنطن بخصوص ما تضمنه التقرير الأخير للخارجية الأمريكية حول المغرب. ولكنه مع ذلك، انتقد خلال لقاء مع الصحافة أمس بالدار البيضاء، ضمنيا الوثيقة الأمريكية وقال، ردا على سؤال ل"اليوم24″، إنه يجب الإطلاع على تاريخ أي بلد وظروفه "قبل إصدار أي حكم"، مضيفا أن المغرب يسير "على الطريق الصحيح"، فيما يخص التعاطي مع حقوق الإنسان، قبل أن يستدرك بالقول "هناك دائما مجهودات يتعين القيام بها، وفي كل مكان". وكانت الرباط قد ردت بغضب على ما تضمنه تقرير الخارجية الأمريكية حول المغرب، وحاولت واشنطن التخفيف من التوتر من خلال تقديم سفارتها ببلادنا اعتذارا شفويا لم يقنع المسؤولين المغاربة كثيرا. أما فيما يخص قضية الصحراء التي أثارت الكثير من الخلاف بين الرباط والأمم المتحدة، وانتهت بإصدار القرار 2285 بالأغلبية وليس بالإجماع كما جرت العادة، جدد آلان جوبي، التأكيد على أن موقف فرنسا "واضح" من الملف، مذكرا بأن باريس تأمل في وصول أطراف النزاع إلى "حل عادل ودائم ومقبول من كل الأطراف"، مشددا على تجديد التأكيد على جدية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط منذ عشر سنوات من الآن. ولكنه استدرك مرة أخرى بالقول إن حل هذا النزاع، الذي عمر لأكثر من 40 سنة، "ليس رهينا بفرنسا فقط". وحسب متتبعين فقد لعبت فرنسا دورا أساسيا في الدفاع عن الموقف المغربي، والعمل على تخفيف القرار 2285 من كل ما من شأنه أن يُحرج الرباط. من جهة ثانية، حرص جوبي على التذكير بموقفه من الإسلام بفرنسا. وشدد على أن الدين يجب أن يقتصر على "الدائرة الخاصة" ولا يتدخل في الشؤون العامة، وأضاف أنه يعتبر أن الإسلام المغربي المعتدل "لا يتعارض مع الديمقراطية". وحين انتقل إلى الحديث عن الهجرة، عبر عن أمله في تعديل قوانين التجمع العائلي الجاري بها العمل حاليا بفرنسا، مشددا على أنه يؤيد أن يفرض على طالب هذا التجمع التوفر على مصدر رزق قار، وعدم الاتكال كليا على "الإعانات الاجتماعية".