وسط أجواء "باهتة" انطلقت عشية أمس الأربعاء، أشغال النسخة التاسعة ل«منتدى ميدايز» الذي ينظم من طرف معهد "ماديوس"، والذي انعقد هذه السنة تحت شعار: " من التجزيء إلى الإستدامة: تثوير البراديجمات"، حيث لم تعرف الجلسة الافتتاحية حضور مميزا للمسؤولين، باستثناء إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وعمدة طنجة البشير العبدلاوي، والوالي محمد اليعقوبي. وبخلاف نسخ الدورات الفارطة، سجل متتبعون مشاركون في المنتدى، تراجع إشعاعه في المحطة الحالية مقارنة بالسنوات الماضية، بالنظر إلى وزن المسؤولين المشاركين سواء من المغرب أو من ضيوف الخراج الدول الأجنبية، حيث غاب قادة بارزون على الصعيد الدولي والإقليمي عن الدورة الحالية للمنتدى، باستثناء الرئيس الأسبق لمالي، والوزير الأول السابق لدولة مالي. وفي كلمته بالمناسبة، قال إلياس العماري :" إن عالمنا اليوم يعرف تحولات جيوسياسية عميقة تتجلى أيضا في المفاهيم، حيث أصبحت تأخذ مدلولات حديثة تساير البراديجمات الجديدة لعلاقات الدول و المجتمعات و الثقافات فيما بينها"، معتبرا "أن نضج تجارب الشعوب في المقاومة و الصمود أحدث ثورة داخل النسق الذي يحاول رهن كل شيئ بالقوة العسكرية". وفي هذا الصدد، يضيف العماري، "برز توجه عام لدى ممثلي المجتمع المدني و شعوب دول الجنوب يميل إلى تثوير البراديجمات التقليدية، و يفتح المجال لعلاقات جديدة لا تولي وجهها فقط نحو الغرب أو الشرق، وإنما تتجه نحو تعزيز العلاقات جنوب-جنوب، و تقوية العلاقات الإقتصادية المتوازنة، التي تراعي شروط التنمية، بعيدا عن القطبية والتبعية". من جهته، تحدث ابراهيم الفرسي الفهري، نجل المستشار الملكي، ومدير معهد أماديوس، عن مختلف التطورات السياسية التي يشهدها العالم، بدءا بالتوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مرورا بانتخاب ترامب رئيسا لأمريكا، وصولا إلى الزيارة الأخيرة للملك لنيجيريا، "ليبرر الحاجة الماسة" على حد قوله، ل " تكاثف المجهودات بين دول «جنوب – جنوب»، من أجل بلوغ الأهداف المشتركة في تحقيق التنمية المستدامة". وفق كلامه. ومن جانبه، دعا ديوكوندا تراوري، الرئيس الستبق لجمهورية مالي، ضيف شرف هذه الدورة، المشاركين للتباحث الجدي بشأن التحديات الكثيرة التي تواجهها القارة السمراء، وبحث سبل الإقلاع والتطور الاقتصادي، بين دول جنوب – جنوب، مشددا على تكريس التضامن المشترك وتعزيز أواصر الوحدة الإفريقية، وتبديد التجزئة والتشرذم من أجل أن تستعيد إفريقيا كرامتها في الساحة الدولية.