وثيقة مؤرخة في 15 شتنبر 1948، تحدد فيها الاستخبارات الأمريكية كافة المعلومات حول الحزب الشيوعي بالمغرب الذي كان نواة تأسيس الحزب الشيوعي المغربي لاحقا (التقدم والاشتراكية حالياً). بحسب الCIA، فإن مصادرها تقول، إن "هناك حوالي 85 ألف عضو أوروبي في الحزب الشيوعي في المغرب، و200 ألف مسلم ويهود. وبالرغم من أن مصادر المخابرات الأمريكية تقول بأن هذه الأرقام قد تكون مبالغا فيها، إلا أنها تشير إلى القوة العددية لهذا الحزب ليست واضحة بالشكل الذي يجب عليه أن يكون بسبب أن الأعضاء غير الأوروبيين في الحزب ليس لديهم الحق في التصويت، ويطلب منهم ألا يكشفوا أو يعلنوا عن عضويتهم في الحزب لأي كان، وتحت أي ظرف من الظروف". وببقائهم متخفين، فإن المغاربة الموجودين في الحزب الشيوعي بالمغرب يتفادون الإجراءات القمعية المسلطة عليهم بظهير يمنع أي مغربي من الانضمام إلى أي حزب كيفما كان. و"لا يمكن تحديد القوة العددية للحزب الشيوعي بالمغرب إلا في حال وقوع أزمة. وحينها يمكن أن يظهر قوته الحقيقية التي يمكنه أن يثير بها إعجاب الناس أو خوفهم". ووضعت المخابرات الأمريكية قائمة بقيادة الحزب الشيوعي بالمغرب، وقالت، إن "الحزب يسيره الأوروبيون، بينما لا يعطى سوى القليل من الألقاب إلى المسلمين الأعضاء فيه". وفي قائمة القياديين المسلمين الذين صنفتهم الCIA تحت القيادة الثانوية للحزب، هناك علي يعته وقدمته بوصفه "الكاتب العام للحزب الشيوعي المغربي، تحت سلطة القياديين الشيوعيين الفرنسيين. ذكاءه متوسط، تعليمه جيد، ماهر في الدعاية. وبالرغم من الحملة ضده من لدن المسلمين وأيضا من سلطات الإقامة الفرنسية، فقد تمكن من تكوين سمعة عن نفسه بوصفه مدافعا عن عامة الشعب. اختفى في يوليوز 1948 عندما أعطيت أوامر بالقبض عليه بسبب قيامه بحملة توزيع منشورات شيوعية عبر البريد اعتبرت آنذاك غير قانونية. مكان وجوده الحالي غير معروف، لكن نقل بأنه قد فر إلى الجزائر أو إلى وسط أوروبا لحضور مؤتمر شيوعي". الشخص الثاني في القيادة بحسب الCIA، هو عبد السلام بورقية وتصفه كما يلي: "هو أحد الكتاب العامين للحزب تحت سلطة القيادة الفرنسية. ذكاؤه كبير وتعليمه جيد. دعائي مفيد، وشيوعي صبور ومتحمل (Die-hard Communist). العلوي العربي الملقب ب"فرانك". عقل لامع، مثقف وذو تعليم جيد. دعائي مقنع، وقد تجاوز أشقاءه الثلاث والكثير من المثقفين ليتقدم في الحزب. وفي عام 1947، أمره السلطان محمد الخامس بالتوقف عن نشاطه الشيوعي أو تغيير اسمه لأنه ألحق العار بالعائلة العلوية الحاكمة. ومنذ ذلك الحين، أخذ اسم "فرانك FRANCK". وهناك أيضا قيادي آخر هو أحمد العلوي، تعليمه متوسط، وهو شيوعي متحمس. ثم هناك العربي السباعي، وهو الكاتب العام لفرع مكناس للحزب الشيوعي، كانت سلطات الإقامة قد قررت ترحيله، لكن الحزب تدخل بنجاح لمنع توقيفه. ثم هناك محمد خلادي، وهو معلم في المدرسة الإسلامية في الرباط، وهو رئيس لجنة الشباب والتخييم. وهناك أيضا محمد عبد العزيز طاهيري، وهو تاجر في الدارالبيضاء، وينحدر من عائلة غنية للغاية. وكلفه الحزب بالقيام بالمهام التي يجب أن تنفذ باللغة العربية. وقد أُرسل إلى بلغاريا عام 1947 كمندوب في المؤتمر العالمي للشباب الديمقراطي. عضو آخر هي حليمة بنت العياشي، وهي عضو في الاتحاد النسائي بالمغرب، وهي مستقطبة ناجحة لكثير من النساء المسلمات لصالح هذه المنظمة. وبمعيتها كانت فاطمة بنت العياشي، وهي سيدة ذكاؤها متوسط، لكنها مخلصة للحزب. ووظيفتها بالكامل كانت هي تعليم النساء المسلمات.