بعد تسريبه وثائق سرية وحساسة لوزارة الخارجية المغربية، حول قضية الصحراء، في 2014 و2015، عاد كريس كولمان، القرصان المجهول، لينشر عبر حسابه في "تويتر" ما أسماها وثائق جديدة تضم رسائل رسمية وإلكترونية وصور "توضح" استعمال المغرب لمجموعات ضغط من أجل تحسين صورته بالخارج عبر سياسيين. هذا، علما ان وزير الشؤون الخارجية صلاح والتعاون، صلاح الدين مزوار، سبق وصرح أن الوثائق التي يخرج كولمان، مزورة وتقف وراءها الجزائر والبوليساريو. وتبقى أبرز هذه الوثائق تلك التي تناقلتها الصحافة الإسبانية على نطاق واسع والمتعلقة برسالة من 4 صفحات أرسلها جوردي بوجول، رئيس حكومة كتالونية سابقا، والمشتبه في تورطه في التوسط للشركات الكبرى الإسبانية للحصول على صفقات كبيرة في المملكة مقابل مبالغ مالية بملايين الأورووات، إلى الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية الأسبق والمستشار الملكي حاليا، في شتنبر 2011، أي قبل شهرين من الانتخابات التشريعية في المغرب (25 نونبر 2011). وفي إسبانيا (20 نونبر 2015). بعد تلك الرسالة يقدم بوجول نفسه كساهر على الدفاع عن مصالح المملكة في إسبانيا وفي القارة الأوروبية. ووعد الفاسي الفهري بانه "إذا ازداد نفوذ كتالونيا في إسبانيا فإن ذلك سيخدم التعاون مع المغرب"، كما من شأنه أن يؤدي إلى "الاعتراف بالمجهودات المبذولة من اجل الدمقرطة والتطور الاجتماعي" في المملكة الشريفة. كما أشاد بالإصلاحات الدستورية التي أقدمت عليها المملكة استجابة لمطالب حركة 20 فبراير. الرسالة وقعها بوجول بصفته عضوا في المجلس الإداري لجامعة الأخوين بإفران. وحسب تحقيق موازي لصحيفة "الإسبانيول" الإسبانية فإن بوجول تربطه علاقات جيدة بالنظام المغربي، إذ انه منذ 2005 وهو يشارك في الجمع السنوي وحفل نهاية الموسم الدراسي الذي تنظمه جامعة الأخوين، حيث يستغل زياراته المتكررة للمغرب ل"الالتقاء مسؤولين سياسيين واقتصاديين مغاربة سامين". تحقيق "الإسبانيول" يكشف أن بوجول "كان يجتمع بشكل دوري مع الطيب الفاسي الفهري، إذ أنه مثلا في 2009 التقيا بالمملكة من اجل تحليل تطورات جمعية الاتحاد من أجل المتوسط (UPM)". وفي 2011 تفيد المعطعيات، " مشاركة بوجول في مؤتمر بالرباط حول الإدارة العامة الجهوية، حيث أشاد بمخطط الجهوية الموسعة". ووفقا للتحقيق فإن بوجول يرى ان الاسبان والأحزاب السياسية يقيمون الدور الحاسم والإيجابي للملك محمد السادس في العلاقات بين البلدين وفي المنطقة، باستثناء بعض المجموعات اليسارية الرديكالية وجزء من الرأي العام المتعاطف مع البولياسريو". بوجول يرجع بعض من فشل الدبلوماسية المغربية في إسبانيا إلى كون "البوليساريو قامت بعمل دعائي جيد "، على عكس المغرب، علاوة دور الضحية الذي تلعبه البوليساريو لكسب تعاطف الإسبان؛ إلى جانب اختراق الجزائر لليسار الإسباني، على الرغم من هذا الاختراق بدأ في التراجع في السنوات الأخيرة. التحقيق أضاف أن بوجول صديق للمملكة، لاسيما ان الملك الراحل الحسن الثاني استدعاه شخصيا من أجل قضاء ثلاثة أيام في المغرب سنة 1994، حيث استقبل استقبال الرؤساء، قبل أن يقوم بزيارة ثانية للمملكة سنة 2001، حيث استقبل هذه المرة من الملك محمد السادس، منذ ذلك الحين وهو يتردد بشكل دوري على المغرب. وثيقة ثانية سربها كولمان هي عبارة عن بريد الكتروني مؤرخ في 2011 وموجه إلى الفاسي الفهري من قبل فيليب كيل، سكريتير النائب الأوروبية والوزيرة الفرنسية السابقة من أصول مغربية، رشيدة ذاتي، تبين أن هذه الأخيرة تحركت لإقناع النواب الأوروبيين بالتصويت ضد مقترح إلغاء اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي. هذا المقترح الذي كانت تقف وراءه أطراف أوروبية تابعة للجزائر، حسب المعطيات. يشار إلى أن وحدة الجرائم المالية والاقتصادية في القيادة العام للشرطة القضائية الإسبانية عثرت على "حامل الكتروني" جديد مخبأ في احد مكاتب عائلة بوجول التي أمر القضاء الإسباني بتفتيشها، مبينة ان "الحامل الكتروني" من نوع 8 جيغا يتكون من 868 أرشيف حول "مشاريع ووساطات بوجول في الغابون وغانا والأرجنتين والمغرب والمكسيك وجمايكا وتركيا". وأضاف انه تم تسليم "الحامل الالكتروني"، في 6 فبراير الجاري، للقاضي في المحكمة الوطنية بمدريد، خوسي دي لا ماتا، لتعزيز لائحة الاتهامات الموجهة للعائلة الكتالونية. الأرشيفات الجديدة تتضمن كذلك معلومات جديدة حول مجموعة " Isolux " العالمية للهندسة والبناء وصيانة البنيات التحتية، وتنشط في 35 بلد من بينها المغرب، والتي يعتقد أنها دفعت ل"بوجول" العديد من ملايين الأوروهات مقابل وساطته لها في هذه البلدان