كشف تحقيق لصحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، بناء على تقارير أمنية، تحت عنوان "مهربون بنكهة جهاديين"، أن هناك تحقيقات دولية تجري على قدم وساق، تشارك فيها كل من الأجهزة الأمنية المغربية والفرنسية والإسبانية واليونانية والإيطالية، من أجل معرفة هل الطرقات البحرية الجديدة لتهريب الحشيش تغذي وتمول التنظيمات الإرهابية، خاصة "داعش" في سوريا والعراق وليبيا والساحل. التحقيق يكشف لأول مرة أن سقوط زيان برحيلي، "ملك الحشيش المغربي"، الذي تم اعتقاله في مدينة الدارالبيضاء في شهر أكتوبر الماضي، جاء في إطار التحقيقات الدولية الجارية، والتي يعتبر المغرب طرفا رئيسا فيها. ويضيف أن برحيلي البالغ من العمر 57 سنة سقط على إثر قيامه بالتخطيط لتهريب 18 طنا من الحشيش، تم حجزها في شتنبر 2013 من قبل الأجهزة الأمنية والجمركية الإسبانية على متن السفينة التجارية "Moon Light" على مستوى بحر البوران. وترى البلدان المشاركة في هذه التحقيقات أن برحيلي كان قادرا على تهريب 400 طن من الحشيش إلى أوروبا. ويوضح التحقيق أن عدم الاستقرار في شمال إفريقيا والساحل غَيَّرَ جذريا، في ظرف سنتين أو ثلاث، طرقات تهريب الحشيش في المنطقة. إذ فُتحت طرق جديدة مجهولة بالنسبة للمحققين المغاربة والإسبان والفرنسيين واليونانيين والإيطاليين إلى حدود الساعة. وأردف أن "التحدي الكبير بالنسبة للأجهزة الأمنية الأوروبية والمغربية، هو شل هذه الطرقات الجديدة لتهريب المخدرات، والتي يشتبه، أيضا، في استعمالها لتهريب الأسلحة، وفي بعض الأحايين في تهريب البشر". غير أن المصدر كشف أن "المحققين يعتقدون أن المهربين يمكن أن تكون لديهم ارتباطات مع جماعات جهادية قد تتلقى تمويلاتها من هذه النشاطات". مصدر أمني يضيف قائلا: "لا نعرف بشكل دقيق من يشتري هذه المخدرات ولأي غرض تستعمل هذه الأموال. إذ يمكن لمن يقفون وراءها أن يكونوا متعاطفين مع الدولة الإسلامية، لأسباب عائلية والانحدار من نفس المنطقة، ولكن لا يمكننا التأكيد بالدليل على أنهم فعلا ينشطون لصالح داعش". التحققيات الجارية بين البلدان الخمسة تقدم على التنصت على المكالمات الهاتفية بين المهربين وبارونات المخدرات المشتبه فيهم، وكذلك مراقبة برائدهم الإلكترونية لمعرفة مسار ومصير تلك الكميات الكبيرة من الحشيش التي يحاولون تهريبها. وحسب الأمنيين الغربيين، يتعلق الأمر بسفن صيد وسفن تجارية متعددة الأعلام (لبنانية وبانامية وطوغولية)، كما أن طواقمها متعددة الجنسيات، قبل أن يشير إلى أن "أغلبهم من ليبيا ومصر، ويشحنون الحشيش قبالة السواحل المغربية، ليتم في ما بعد إفراغه في ليبيا أو مصر". ويضيف أن المهربين "يشترون، عادة، سفنا متهالكة، قبل أن يعيدوا توظيفها أو كراءها". التحقيق يكشف، كذلك، أن المحققين الغربيين ينظرون بعين الرضا إلى المشاركة والتعاون المغربي في تعقب المهربين والجهاديين. مصدر أمني غربي وصف المشاركة المغربية في التحقيقات الدولية الجارية بالقول: "هم متحفظون جدا، لكنهم مخلصون"، في إشارة إلى أن المحققين المغاربة لا يقدمون معلومات بوسعها الإساءة إلى سمعة بلدهم، ولكن لا يتوانون في تقديم معطيات كلما تعلق الأمر بتهديد أمن واستقرار بلد صديق.