يبدو أن السلطات الجزائرية، عازمة مرة أخرى على توتير العلاقات مع المغرب، أكثر مما هي متوترة، حيث عادت إلى حمل سلاح المهاجرين في مواجهة المملكة، وهو ما تؤكده المحاولة الأخيرة، التي قامت بها للدفع بالعديد من السوريين إلى التراب المغربي. وبالعودة إلى الوراء بسنوات قليلة، يتضح أن السلطات الجزائرية استخدمت سلاح المهاجرين أكثر من مرة، إذ قبل ثلاث سنوات تقريبا، دفعت السوريين إلى الحدود مع المغرب، وساعدتهم على الدخول إليه. وسبق للسلطات الجزائرية أن قامت بالأمر نفسه مع المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، إذ ساعدتهم أكثر من مرة في تخطي الحدود تحت التهديد بالسلاح، كما حدث مع مجموعة من المهاجرين الماليين، الذين أجبرتهم عناصر حرس الحدود على القيام بأعمال شاقة في مراكز حدودية، وتجريدهم من ملابسهم، وممتلكاتهم، قبل الدفع بهم إلى التراب المغربي. السلطات المغربية سبق لها أن استدعت السفير الجزائري، وأبلغته بإحتجاج المغرب على هذه التصرفات، كما عقدت ندوة صحافية كشفت فيها عن تفاصيل هذه الأفعال. وأكد العديد من المتابعين أن المسافة بين الجزائر العاصمة، وولايات الجزائرالجنوبية الغربية المتاخمة للحدود مع المغرب، ذات التضاريس الوعرة، تبعد بمئات الكلمترات، ما يصعب على المهاجرين السوريين وأطفالهم التنقل، وبالتالي لا يمكن أن يتم ذلك دون علم ومساعدة السلطات الجزائرية.