أصبح من شبه المؤكد أن مئات الجهاديين المغاربة الذين لازالوا يقاتلون في صفوف مختلف الجماعات الجهادية في سوريا والعراق، سيلقون حتفهم هناك بعد إغلاق جميع منافذ الخروج واشتداد القصف الدولي عليهم. وتشير آخر المعلومات القادمة من سوريا إلى مقتل جهادي مغربي كان يقاتل في صفوف ما يسمى "هيئة تحرير الشام"، التي ليس لديها أي ارتباط تنظيمي لا ب"داعش" ولا ب"القاعدة". العديد من المصادر من شمال المملكة كشفت ل"أخبار اليوم"، أن الأمر يتعلق بالجهادي المغربي سعيد السوسي، البالغ من العمر 37 عاما، وينحدر من مدينة طنجة، متزوج وأب لأكثر من طفلين. وعن الكيفية التي قتل بها، هناك من يقول إنه قتل في جبهة القتال، ومن يقول إنه قتل في حادثة سير، لكن مصادر متطابقة أشارت إلى أنه قتل "في حادثة سير بعد أن انقلبت به سيارته". المصادر عينها أوضحت للجريدة أن اسمه الحقيقي هو "سعيد أحيزون"، ومعروف في طنجة بلقب "السوسي"، نظرا لأنه لا يتحدث باللهجة الطنجاوية، بل هي أقرب إلى اللغة العربية التي يتحدث بها في سوس التي تنحدر منها عائلته. عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أوضح للجريدة أن المدعو سعيد السوسي انخرط سنة 2012 في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بعد مغادرته السجن الذي دخله سنة 2005، بتهم الانتماء إلى ما يعرف بمجموعة التوحيد والجهاد الذي كان أميرها محمد الرحى، قبل أن ينسحب من اللجنة سنة 2015، وجمد أنشطته داخل المغرب، سواء الحركية أو التنظيمية، قبل أن ينتشر خبر سفره إلى سوريا بعد 3 أشهر من التواري عن الأنظار. ويضيف "كانت أخلاقه عالية ومحبوب من قبل الناس، وخدوم، وكان يقف مع أصدقائه في أوقات الشدة". كما "كان ملما ومطلعا على علوم الدين"، ودرس في جامعة عبد المالك السعدي في شعبة الدراسات الإسلامية التي حصل منها على شهادة الإجازة. مصدر آخر أوضح للجريدة أن سعيد السوسي كان ضد التنظيم الإرهابي داعش، لهذا كان يقاتل في صفوف التنظيم المغربي هناك "شام الإسلام"، الذي انصهر في ما بعد في ما يسمى "فتح الشام"، التي تسمى حاليا "هيئة تحرير الشام"، التي تطلق على نفسها "المعارضة المسلحة المعتدلة". وأضاف أن هيئة تحرير الشام هي "كوكتيل من المقاتلين السوريين وعرب ومسلمين من مختلف أنحاء العالم"، ولم يكن لديها أن انتماء تنظيمي، لهذا انضم إلى صفوفها سعيد السوسي. المصدر ذاته أشار إلى أن هدف السوسي من الذهاب إلى سوريا، كان "نصرة الشعب السوري، بعد أن شاهد فيديوهات الصواريخ التي تنزل عليهم"، مبينا أنه "لو كان السوسي ذهب للدفاع عن فكر معين لم يكن لينصهر في "كوكتيل" فيه مقاتلون لديهم إيديولوجيات مختلفة".