كما قال أحد الحكماء "القلب من التقلب"، وقلب عاشق النساء، أو "الزهواني" بلسان المغاربة، هو أكثر تقلبا من الزاهدين في عشقهن. هذه المعادلة لا يستثنى منها حتى الملوك. وخير نموذج لملك عاشق للنساء وملذات الحياة هو خوان كارلوس، الملك السابق لإسبانيا، الذي تخلى عن عرشه لصالح ابنه فليبي السادس لكي لا يجمع بين "الزهو" والسلطة. هذا الملك الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بعد أن قاد الانتقال الديمقراطي في إسبانيا بعد وفاة الديكتاتور فرانكو سنة 1975، يعود هذه المرة إلى الواجهة باعتباره بطل "الحب الممنوع"، ملك هجر فراش الزوجية لسنوات، كما تقول صحافة هذا البلد، ليرتمي في أحضان العاشقات، واحدة منهن يعتبرها الملك "حبه الأكبر"، أو "حب العمر" غير الموثق، إنها مارتا غايا، السيدة الأولى في جزيرة مايوركا السياحية بكل المقاييس. يوم الأربعاء 9 غشت الجاري، انفردت بعض الصحف الإسبانية بنشر خبر يفيد بأن الملك خوان كارلوس، يقضي عطلة في دولة إيرلندا مع بعض الأصدقاء، في الوقت الذي شوهدت فيه عقيلته الملكة صوفيا في جزيرة مايوركا بإسبانيا. الملك العاشق كان يقضي عطلة في قصر "Killua" بمقاطعة "Clonmellon" الإيرلندية على بعد 80 كيلومترا من مدينة "Dublín"، بدعوة من صديقه البنكي المكسيكي آلان كروزي وزجته لورينا. خلال فترة العطلة هذه، حضر خوان كارلوس حفل افتتاح الكنيسة "سان خوان باوتيستا"، والتي ساهم بشكل كبير صديقه الثري المكسيكي في إصلاحها، نظرا لعشقه للفن، لاسيما وأنه عضو في مجلس القصور التاريخية بالمملكة المتحدة. حضر الحفل، كذلك، مئات القاطنين في بمقاطعة "Clonmello"، حيث سمح لهم باستعمال الكاميرات والهواتف للالتقاط الصور، وتأريخ وتوثيق تلك اللحظات الجملية، التي زادها بهجة حضور الملك خوان كالروس، في تجسيد لمقولة "سرقة الوقت من الوقت" في حضرة الملوك. لكن المفاجأة، والشيء الذي لم يكن يتخيل أي أحد، هي أن كاميرا أحد الحاضرين ستلتقط في وقت من الأوقات لحظة كان فيها الملك إلى جانب تلك المرأة التي يقال عنها إنها "حبه الكبير": إنها أيقونة مايوركا مارتا غايا. علاقة ضاربة في القدم بدأت العلاقة بين الملك ومارتا في أواخر سنوات ال70 من القرن الماضي، والتي امتدت لأكثر من 20 عاما. يقال إن الفضل في استمرار العلاقة بين المعشوقين يعود إلى "تكتم" مارتا. هذه المرأة التي تبلغ اليوم من العمر 68 عاما، يبدو أنها عادت بقوة إلى حياة الملك الذي يبلغ من العمر 80 عاما، لاسيما وأن الملك لم يعد يلتقي بكورينا، عشيقته إلى حدود تخليه عن العرش في بداية صيف 2014. تنتمي مارتا غايا إلى عائلة عريقة وميسورة في جزيرة مايوركا الإسبانية، كيف لا وهي ابنة فيرناندو غايا، مالك الفندق "بياميل" في جزيرة بالما، كما أنها درست في معهد "ساغرادو كوراثون" (القلب المقدس)، وهو أكثر المعاهد نخبوية في الجزيرة. في أواخر السبعينات، تزوجت بالمهندس الإسباني الراحل المعروف خوان مينا، لكن زواجهما تخللته الكثير من الصعاب، لينفصلا بعد ثلاث سنوات. في تلك الفترة كانت مارتا ترتاد بعض الأماكن المرموقة في جزيرة مايوركا، حينها قدمها صديق لها للملك. بعدها دخلا في علاقة غرامية سرية، لكن رغم حذرهما وتكتم مارتا، إلا أن علاقتهما انتشرت انتشار النار في الهشيم حينئذ بالجزيرة الإيبيرية، رغم أنه في تلك الفترة كان هناك شبه إجماع من قبل الصحافة الإسبانية على عدم الخوض في الشؤون الحساسة المرتبطة بالقصر الملكي، أي أن الصحافة كانت تغض الطرف عنهما، ولهذا ليست هناك أي صورة تؤرخ لهذه العلاقة في سنواتها الأولى. الحب الأول والأخير من غرائب الصدفة أنه قبل نشر الفيديو والصورة الأخيرة للملك ومارتا في إيرلندا، كانت مارتا قد عادت إلى الواجهة في فصل الربيع المنصرم، عندما نشرت في مارس بعض التسجيلات للاستخبارات الإسبانية تعود إلى سنة 1990، حيث قال الملك، ربما وهو يوجه خطابه إلى مارتا غايا قائلا: "لم أكن سعيدا قط". وما يؤكد تعليق الملك هذا، هو إشارة الصحافة الإسبانية إلى أن الملك خوان كارلوس هجر فراش الملكة صوفيا، بل هناك من يتحدث عن مقاطعته لها، وأنه فقط يحتفظ بتلك العلاقة المؤسساتية والقانونية باعتبارها زوجته. وأضافت أن عدم انفصال الملك عن الملكة صوفيا هو رغبة في عدم الإساءة والمس أكثر بسمعة الملكية الإسبانية، التي تضررت قبل تنحي خوان كارلوس بسبب مغامراته الغرامية غير المحسوبة. لكن وبعد أن تخلى عن كل شيء، يرى الملك أن من حقه الآن أن يتفرغ لحب حياته. هذا الحب الذي وثق لأول مرة بالصورة والفيديو في إيرلندا في بدايات هذا الشعر. فهل يكون خوان كارلوس أول المتشبثين بمقولة "ما الحب إلا للحبيب (ة) الأول (ى)".