اهتزت مدينة مكناس، مؤخرا، لحادث خطير، بطله فرنسي يقيم بالعاصمة الإسماعيلية، هدد النقيب السابق لهيئة المحامين إدريس بوزيان، بالقتل بواسطة سلاح ناري، قبل أن يفاجأ النقيب وزملاؤه بقرار غير متوقع، اتخذه الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمكناس، والقاضي بمتابعة الفرنسي في حالة سراح، وهو الأمر الذي تسبب في ضجة كبرى وحالة احتقان، ما بين النيابة العامة وهيئة المحامين بمكناس، بحسب ما كشف عنه مصدر قريب من الموضوع. والمثير في قرار النيابة العامة، بحسب ما قاله النقيب السابق لهيئة المحامين بمكناس إدريس بوزيان، في تصريح خص به «اليوم 24»، هو أنه تقدم بشكاية أولى إلى وكيل الملك، ضد الفرنسي عقب اقتحامه لمكتبه بعمارة بحي حمرية بوسط المدينة، وإقدامه على التعري أمام الكاتبة الخاصة للنقيب السابق، غير أن وكيل الملك تابع الفرنسي في حالة سراح، بتهمة «الإخلاء بالحياء و الهجوم على ملك الغير»، وهو ما شجع الفرنسي، يضيف النقيب، على القيام بخطوة تصعيدية على هدم الحائط الذي يفصل مكتب المحاماة بالشقة التي يكتريها الفرنسي، حيث قام بإلحاق غرفة من المكتب بشقته. المواطن الفرنسي والذي يقيم منذ مدة بمدينة مكناس، لم يقف عند هذا الحد، بحسب رواية النقيب السابق ، حيث استولى على تجهيزات كانت بداخل المكتب، كما قام بإغلاق الباب الذي كان يلج منه المحامي مكتبه من الداخل بواسطة حائط، وهو ما اضطره، كما قال، إلى توجيه شكاية ثانية إلى الوكيل العام للملك والشرطة، حيث عاين المحققون الواقعة وحجزوا السلاح الناري بداخل الغرفة التابعة لمكتب المحاماة والتي استولى عليها الفرنسي وألحقها بالشقة التي يكتريها، لكن على الرغم من ذلك، يعلق النقيب السابق للمحامين، لم تتخذ النيابة العامة أي إجراء ضد الفرنسي. آخر المعطيات في هذه القضية، والتي ساقت الجدل لعلاقة النيابة العامة بمحاميي مدينة مكناس، تفيد بحسب مصدر قريب من التحقيق، بأن عناصر الشرطة فتحوا تحقيقا في السلاح الناري (بندقية صيد) و التي حجزوها بداخل المكتب الذي استولى عليه الفرنسي، إضافة إلى بذلة خاصة بالمحامين وجدت مع أغراضه، فيما ينتظر أن يستمع المحققون لتصريحات الفرنسي بخصوص «تدوينات» نشرها على صفحته الخاصة على»الفايسبوك»، والتي استنسخها النقيب المشتكي وسلمها للوكيل العام للملك، وهي»تدوينات»وجه فيها الفرنسي اتهامات خطيرة بالفساد للقضاء وللشرطة، إضافة الى نشره صورة لخروف وسط بركة دماء، سبق للفرنسي، بحسب نقيب مكناس، أن أشهرها في وجهه وقال له»هكذا سيكون مصيرك». وفي مقابل رواية النقيب السابق للمحامين، أظهرت المعطيات التي حصلت عليها " اليوم24″، بأن الفرنسي البالغ من العمر 59 سنة، والذي كان يشتغل حلاقا بباريس، قبل أن يحل منذ شهور بالمغرب ويستقر بمدينة مكناس، قدم للمحققين رواية مخالفة، حيث اتهم الفرنسي جاره النقيب السابق للمحامين «بالترامي» على غرفة محاذية للشقة التي يملكها الفرنسي بعمارة قديمة بزنقة «أترا» بحي حمرية بوسط مدينة مكناس، وضمها لمكتبه المكون من أربعة غرف، وهو ما رد عليه الفرنسي بحسب روايته بهدم الحائط الذي يفصل الغرفة عن شقته واستعادته لملكه كما كان، وهو ما ستكشفه أبحاث المحققين للتأكد من ادعاءات الطرفين لحسم النزاع بينهما،بحسب مصادر الموقع.