قال حفيظ الزهري، باحث في الدراسات السياسية، إن "ما يعيشه حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة اليوم من تدافع داخلي هو نتاج لأزمة حزبية بالمغرب ". وتابع الباحث في الشؤون الحزبية، إن "هذه الأزمة التي أبانت عن عسر في التواصل الداخلي والخارجي لهذه الأحزاب حيث تعرف صراعات داخلية وصلت لحد شخصنة المؤسسة الحزبية ". ويرى الزهرى أنها تجلت في "ما عبر عنه حزب العدالة والتنمية عبر تعديل المادة 16 من القانون الأساسي للحزب للسماح لابنكيران بالترشح لولاية ثالثة وهو في اعتقادي انتكاسة ديمقراطية يعرفها حزب الخطيب ". وأشار المتحدث نفسه أن تعديل المادة 19 هي "محاولة لرد الاعتبار لبنكيران من قبل أنصاره بعد إعفاءه من تشكيل الحكومة وهذا ما سيدخل الحزب في صراعات داخلية قد تؤثر على خطه التصاعدي من حيث نتائج الانتخابات، كما أن عودة بنكيران بدون شك سيساهم في فتح المزيد من أبواب المواجهة مع الفاعلين السياسيين في المشهد السياسي المغربي ". ويرى الباحث في الدراسات السياسية أن "تجميد المجلس الوطني لاستقالة إلياس لمدة شهرين، هي محاولة لرأب الصدع الذي أصاب هذا الحزب الذي يضم تيارات مختلفة من يسار ويمين وأعيان ساهم في توسيع بؤرة الإختلاف بين أبنائه الذين ألفوا الزعيم الآمر والناهي ". وتابع الزهري تصريحه بالقول "بمجرد إعلان استقالته حدثت فوضى داخلية وتنظيمية نتج عنها تراشق وتبادل الاتهامات بين أبناء البيت الواحد، وعودة إلياس هي عودة لضبط الأمور وتهدئة الأوضاع الداخلية للحزب وإصلاح ما يمكن إصلاحه باعتباره ضابط الإيقاع داخل حزب الجرار".