تشهد الزيارة المرتقبة التي ينوي الملك محمد السادس القيام بها إلى موسكو أواخر شهر أكتوبر المقبل، تحضيرات عملية بين مسؤولي الجانبين، وذلك للوقوف على جميع الترتيبات واشكال التعاون التي ستجمع المغرب وروسيا مستقبلا. هاته الزيارة سيعطي من خلالها الملك محمد السادس دفعة قوية للتعاون بين المغرب وروسيا الاتحادية، وكذا تثمين وتوطيد العلاقات الثنائية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. العلاقة الثنائية بين موسكو والرباط، شهدت في السنوات الأخيرة تقدما مهما، وينتظر أن يكبر أكثر خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها روسيا في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، خاصة في قطاع تصدير المنتوجات الفلاحية والبحرية، وتأتي جهة "سوس ماسة درعة" (وسط المغرب) على رأس المناطق المستفيدة من هذا التوتر، وهو ما بدأت تتضح ملامحه صيف هذه السنة، إذ كشفت مصادر مطلعة أن مجموعة من رجال الأعمال الروس قاموا، أخيرا، بزيارة إلى مدينة أكادير، حيث أبدوا رغبة في إبرام عدة صفقات لاستيراد منتوجات فلاحية من المنطقة.. للإشارة، فإن روسيا تعد شريكا مهما بالنسبة لقطاعي الفلاحية والصيد البحري بالمغرب، حيث تشكل منتوجات الصناعة الغذائية نسبة 97 في المائة من القيمة الإجمالية للصادرات المغربية الموجهة لهذا البلد، الذي يمثل ثاني سوق لمنتوجات الصناعة الغذائية (بحصة تصل نسبتها إلى 6.3 في المائة) بعد الاتحاد الأوروبي (بنسبة 62.7 في المائة). وتشكل الحوامض نسبة 71 في المائة من قيمة المنتوجات الفلاحية المصدرة إلى روسيا والطماطم بنسبة 12 في المائة، في حين تمثل المنتوجات البحرية نسبة 15 في المائة من المنتوجات التي يجري تصديرها، وتتشكل أساسا من دقيق السمك 10 في المائة والأسماك المجمدة 4 في المائة.