تزينت جدران منازل حي "بريمة" الشعبي في المدينة العتيقة بمكناس، بجداريات ورسومات بأشكال متنوعة تتناسق مع طبيعة المكان، حيث بدأت الفكرة من أحد المنازل بعد أخذ إذن صاحبه، فالتحق بهم شاب وأطفال الحي يخطون جميعا بأياديهم جداريات تحت أنظار المارة. "فن المدينة " مبادرة لشاب مغربي عشق فن الرسم، وأراده أن يكون قريبا من الناس. فنّ لا يبقى منحصرا في لوحات جافة معلقة على حائط ، أو بعيدا بهوامش المدينة، فكرة تنقل فن " الجرافتي" و " كاليجرافيتي " إلى حياة الناس في الأزقة الضيقة والشعبية، وجدران وأسطح المنازل العتيقة . يقول الشاب أنس الضو صاحب المبادرة ل "أندلس بريس " إنه يسعى من خلالها رفقة بعض زملائه إلى تقريب الفن من الفقراء، و تغيير النظرة السلبية التي يروجها البعض على الأحياء الشعبية، كما تساهم في بناء جيل من الشباب والأطفال يحبون الفن ولديهم حسّ جمالي، ويرتقي بطموحاتهم وواقعهم في حياتهم . وأضاف الشاب أنس " بدأت الفكرة خلال رمضان الماضي، برسم أشكال يختلط فيها الإبداع بالأصالة والثقافة، وفي الموسم الثاني لفكرة " فن المدينة " حاولنا تعميمها على أحياء أخرى في المدينة، ونغتنم الفرصة لتعليم الرسم لأطفال الأحياء". يتحدث أنس عن تفاعل سكان الأحياء الشعبية مع مبادرته قائلا "مبادرتنا لقيت استحسانا كبيرا لدى سكان حي بريمة، الذين انخرطوا معنا في العمل والرسم وتوفير وجبات الفطور والغذاء بشكل تلقائي، مما خلق جوا اجتماعيا رائعا داخل أزقة الحي". وعن الصعوبات التي تُواجه مثل هذه المبادرات، قال الضو إن "العمل على جدران المنازل القديمة فيه صعوبة كبيرة نظرا للتشققات التي تكون في الصباغة الأصلية للمنازل، وايضا الأسلاك الكهربائية التي تشكل خطورة بسبب قِدمها، وحتى السلالم التي نستعمل حاليا، ليست مخصصة لهذا النوع من الرسم". وتابع قائلا " للأسف ليس هناك أي دعم مادي من أي جهة سواء كانت رسمية أوغير رسمية، فكل المواد و والأدوات التي نستعمل هي من جيوبنا، علما أن نوعية الصباغة التي نستعمل باهضىة الثمن، وخصوصا كون الجدران غير متماسكة وتحتوي على شقوق في الطبقة العلوية".