الصندوق المغربي للتقاعد ينضم إلى برنامج "داتا ثقة" لحماية المعطيات الشخصية    نظام العسكر يبتز "جون أفريك" والصحافي ديالها: إلى بغا يدخل للدزاير خاصها تبدل مواقفها ولا يمشي هو من المجلة    مندوبية التخطيط: حوالي 97 فالمية من الأسر المغربية صرحوا باللي أسعار المواد الغدائية طلعات فعام 2023    وزير : قطاع الطيران .. الحكومة ملتزمة بدعم تطوير الكفاءات    قبل مونديال 2030.. الشركات البرتغالية تتطلع إلى تعزيز حضورها في السوق المغربية    السلطات الجزائرية تحتجز بعثة نهضة بركان بمطار الهواري بومودين بسبب خريطة المغرب    لقاو عندهوم فلوس كثيرة فاتت مليون ونصف مليون درهم.. توقيف بزناسة فالشمال كيبيعو لغبرا (صورة)    نشرة إنذارية…زخات مطرية قوية وهبات رياح قوية مرتقبة غدا السبت بعدد من مناطق المملكة    الوكيل العام ففاس قرر تمديد فترة الحراسة النظرية فحق الشبكة اللي كيتزعها سوري ونصبات على بنات ففاس لاستغلالهن فالدعارة    كان واعر في الأدوار الدرامية.. وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني وفعمرو 81 عام        محاكمة طبيب التجميل التازي ومن معه.. النيابة العامة تؤكد ارتكاب جريمة "الاتجار في البشر"        توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    ردّا على المسرحية الإيرانية.. إسرائيل تطلق صواريخ بعيدة المدى على مدينة أصفهان    مجلس النواب يعقد جلسة عمومية لاستكمال هياكله    ميراوي: أسبوع يفصل عن إعلان سنة بيضاء وبرلمانيون يناشدونه التراجع عن القرارات تأديب طلب الطب    طنجة .. توقيف ثلاثة أشخاص لإرتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في المخدرات    طغى عليه الغياب واستحواذ الأغلبية على مقاعد الأمناء والمحاسبين : انتخاب مكتب مجلس النواب    في تقليد إعلامي جميل مدير «الثقافية» يوجه رسالة شكر وعرفان إلى العاملين في القناة    جمال الغيواني يهدي قطعة «إلى ضاق الحال» إلى الفنان عمر السيد    الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    الطريق نحو المؤتمر ال18..الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    سوريا تؤكد تعرضها لهجوم إسرائيلي    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    ضربات تستهدف إيران وإسرائيل تلتزم الصمت    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياق تطبيق نظام المقايسة
نشر في التجديد يوم 17 - 09 - 2013

اعتبرت رئاسة الحكومة في المذكرة المرجعية لنظام المقايسة، أن السياسة الإرادية المنتهجة من طرف السلطات العمومية، ترجمت طيلة السنوات الأخيرة الرغبة الأكيدة في دعم ومساندة القدرة الشرائية للمواطنين في ظل ظرفية اقتضادية عالمية صعبة، تميزت بشدة تقلب وارتفاع أسعار المواد الأساسية، خاصة المواد البترولية.
وأدى هذا الوضع إلى إرتفاع كبير في كلفة المقاصة، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة يصعب تحملها، إذ ناهزت 50 مليار درهم سنة 2011 و 54,6 مليار درهم سنة 2012، في الوقت الذي لم تكن تتجاوز 4 ملايير درهم سنة 2002، وترى الحكومة أن كلفة دعم المواد الأساسية تثقل كاهل الميزانية العامة للدولة حيث عرفت ارتفاعا مضطردا على حساب استثمارات أخرى من شأنها أن تحفز الاقتصاد والمساهمة في تنمية البلاد.
وعلى الرغم من أن فرضيات قوانين المالية أصبحت توافق توقعات المنظمات الدولية، إلا أن تنفيذ المصاريف السنوية للمقاصة أصبح يتجاوز الاعتمادات المفتوحة في الأصل، حيث لجأت الحكومة إلى فتح اعتمادات إضافية لضمان استقرار أسعار المواد الاساسية في السوق الوطنية دون المساس بالقدرة الشرائية للمواطنين، وكذا القدرة التنافسية للمقاولات المغربية، مع العلم أن تجاوز الاعتمادات المرخصة برسم قانون المالية يعتبر عامل هشاشة بالنسبة لاحترام مؤشرات الميزانية المحددة عند وضع قانون المالية.
وفي سياق آخر، تقول الحكومة أن نسبة عجز الميزانية من الناتج الداخلي الخام، ارتفعت من 2,2 بالمائة سنة 2009 إلى 6,2 بالمائة سنة 2011، لتنتفل سنة 2012 إلى 7,3 بالمائة، وفي هذا السياق، حتم تدبير العوامل المساهمة في تعميق عجز الميزانية، اتخاذ تدابير مستعجلة لوضع حد لتدهور توازن المالية العمومية وآثاره على شروط تمويل الاقتصاد والتنمية والشغل وثقة المستثمرين والمؤسسات المالية ووكالات التنقيط الدولية، ومكنت هذه التدابير، حسب الوثيقة المرجعية، من توفير موارد مناسبة تم تخصيص نسبة منها لتمويل جزء من مصاريف المقاصة. وفي ظل هذا الوضع، أصبح إصلاح نظام المقاصة خيارا استراتيجيا لا محيد عنه، تقول الحكومة، بهدف تقوية الاقتصاد الوطني وتمنيعه، وذلك عبر مدخل تحسين حكامة هذا النظام والتحكم في كلفته.وتم تصور إصلاح نظام المقاصة كسياسة بعيدة المدى، تندرج في إطارها مجموعة من التدابير والإجراءات الهادفة بالخصوص إلى تخفيض كلفة المقاصة، ودعم القدرة الشرائية للأسر، وتعزيز تنافسية المقاولة والاقتصاد المغربيين.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن أولى الإجراءات المعتمدة في إطار هذا الإصلاحة، ستهم تطبيق نظام المقايسة الجزئية، والذي لن يهم خلال هذه المرحلة سوى ثلاثة مواد بترولية: البنزين الممتاز، والغازوال، والوقود الصناعي. وهكذا، يركز مشروع الإصلاح التدريجي الذي اعتمدته الحكومة على المبادئ الثلاثة التالية:
استمرار دعم الدولة للقدرة الشرائية للمواطنين، من خلال تحمل الميزانية العامة لجزء كبير من الارتفاع في أسعار المواد المدعمة؛
التحكم في مصاريف المقاصة في حدود الاعتمادات المرخص بها من طرف البرلمان، من خلال وضع نظام للمقايسة الجزئية لأسعار المحروقات السائلة، وذلك بهدف تجنب اللجوء إلى اعتمادات إضافية خلال السنة، على حساب ميزانية الإستثمار و اللجوء الى الإستدانة.
تنفيذ خطط الدعم الموجه لفائدة بعض القطاعات، خاصة قطاع النقل، بغية تفادي أي تأثير لهذا التدبير، لاسيما على أثمنة نقل الركاب.
ويقضي نظام المقايسة الجزئية لأسعار المحروقات السائلة هذا بربط وتحديد مستوى الدعم الممنوح بمستوى الدعم المقرر برسم قانون المالية وبعكس الفوارق المسجلة مقارنة مع السوق الدولية بشكل جزئي، سواء كان في اتجاه الارتفاع أو الانخفاض.وفي إطار هذا الإصلاح التدريجي لنظام المقاصة، ستستمر الدولة في دعم القدرة الشرائية للمواطنين، من خلال تحمل الميزانية العامة للجزء الأكبر من إرتفاع أسعار المواد المدعمة في السوق الدولية، وتفيد المذكر التوجيهية، أنه برسم الفترة الممتدة من يناير إلى يوليوز 2013 وبالنسبة لمتوسط سعر النفط الخام الذي ناهز 107,8 دولار للبرميل، سجلت الإعانات المخصصة للغازوال 3.13 درهم للتر الواحد، وللبنزين الممتاز 1,18 درهم للتر و3664,33 درهم للطم بالنسبة للوقود الصناعي..، وأدت هذه المستويات من الدعم إلى ارتفاع تكلفة دعم المواد البترولية إلى ما يناهز 22 مليار درهم برسم الفترة الممتدة من يناير إلى يوليوز 2013، وفي ظل هذا الوضع، تقول الحكومة أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فيمكن أن تتجاوز كلفة الدعم 40 مليار درهم عند متم شهر دجنبر 2013، مقابل 35 مليار درهم، التي تشكل مجموع الاعتمادات المرصودة لهذا الغرض برسم قانون المالية لسنة 2013 وهكذا، ولتفادي تجاوز الاعتمادات المرصودة برسم قانون المالية لسنة 2013، فقد تم تحديد دعم الدولة برسم سنة 2013 كما يلي:
0،8 درهم للتر الواحد بالنسبة للبنزين.
2،6 درهم للتر الواحد بالنسبة للكزوال.
930 درهم للطن الواحد بالنسبة للفيول.
وتفيد المذكر الحكومية دائما، بأن أسعار البيع الحالية بمحطات الوقود بالنسبة للغازوال، والبنزين الممتاز والوقود الصناعي تتحدد وفق سعر برميل البترول الخام ما بين 62 و90 دولار، في الوقت الذي وصل فيه متوسط سعر البرميل الخام في الفترة ما بين يناير ويوليوز 2013 إلى 107،8 دولار. وتندرج هذه المبادرة الحكومية لاعتماد نظام المقايسة الجزئية، والمقتصر على بعض المواد البترولية، في إطار رؤية شاملة تجعل من قيادة هذه الإصلاحات ضرورة إستراتيجية، وخيارا تنفذه الحكومة بمسؤولية للحفاظ على الشروط الملائمة لتحقيق نمو اقتصادي سليم. وتقول الحكومة أن هذه المبادرة تكتسي ضرورة أكيدة بالنظر إلى أن الاقتصاد المغربي، الذي يتفاعل مع محيطه الإقليمي والدولي، ويخضع لضغط ظرفية اقتصادية مكرهة والناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية.
وتقول الحكومة أنه يتعين الوعي بأن الاستنكاف عن اتخاذ أي إجراء في مثل هذه الظروف سيؤدي لاحقا إلى أوضاع حرجة قد تتطلب جهودا أكثر وتكلفة أكبر بكثير من تلك التي قد تبدو اليوم حاملة لبعض الإكراهات في بعض النواحي. وبتصرفها وفقا لهذه الرؤية الإستراتيجية، ترى الحكومة أنها أبانت عن الواقعية والشجاعة السياسية اللازمتين لضبط ومعالجة وضعية اقتصادية موشومة بتفاقم الإكراهات الداخلية والخارجية.
دعم غاز البوتان .. حالة خاصة
على الرغم من تقلب سعر تداول غاز البوتان في السوق الدولية، يبقى ثمن بيعه عند الاستهلاك في المغرب منظما ومستقرا.
ولا يتم عكس الفارق بين ثمن بيع غاز البوتان في السوق الوطنية وسعر تداوله في السوق الدولية على المستهلكين، ولكن يتم تحمل هذا الفارق من طرف صندوق المقاصة وتمويله باللجوء إلى الاقتطاعات المطبقة على أسعار بيع المواد البترولية السائلة الأخرى «نظام المعادلة النسبية».وعلاوة على ذلك، وبسبب الارتفاع الكبير لأسعار تداول المواد الأساسية في الأسواق الدولية، بما في ذلك غاز البوتان الذي تضاعف سعره خمس مرات خلال السنوات الأخيرة، في حين ظل سعر بيعه عند الاستهلاك في المغرب دون تغيير منذ سنة 1990. وبالإضافة إلى ذلك، رافق تطور الأسعار هذا تطور استهلاك هذه المادة الذي ارتفع بنسبة ناهزت 75 بالمائة بين سنتي 2002 و 2012 وبسبب وقع تضافر هذين العاملين، أضحت الاقتطاعات المطبقة على أسعار بيع المواد البترولية السائلة «نظام المعادلة النسبية» غير كافية لتحمل الكلفة الناتجة عن دعم غاز البوتان. ونتيجة لذلك، تتدخل الميزانبة العامة للدولة حاليا لتغطية ما يقرب من 92 بالمائة من تكلفة دعم غاز البوتان، إذ لم تسهم الاقتطاعات المحصلة برسم نظام المعادلة النسبية والمطبقة على المنتجات البترولية السائلة، في سنة 2012 ، سوى 7,4 بالمائة في تغطية هذه التكلفة، في حين لم تسهم الاقتطاعات المطبقة على غاز البوتان سوى في حدود 0,6 بالمائة، ويتم تمويل نفقات مقاصة غاز البوتان باللجوء إلى نظام المعادلة النسبية الأصلي وكذا باللجوء إلى موارد الميزانية العمومية للدولة.
وعلاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن تدخل صندوق المقاصة لدعم غاز البوتان يتم من بداية مرحلة الإنتاج إلى مرحلة التوزيع، ويتحمل صندوق المقاصة الفارق بين كلفة الاستيراد وتكاليف الشحن وتكاليف التوزيع.
كلفة دعم المواد البترولية
مكن نظام دعم أسعار بيع المواد البترولية في المغرب من حماية المستهلكين والنسيج الإنتاجي الوطني من التقلبات غير المنتظمة لأسعار تداول المنتجات الأساسية في السوق الدولية، مساهما بذلك في دعم القدرة الشرائية للسكان وفي ضمان الاستقرار الاجتماعي.
ونتيجة لذلك، سجلت الكلفة الإجمالية للدعم تفاقما مهما برسم السنوات المنصرمة، إذ ارتفعت من 4 ملايير درهم في سنة 2002 إلى ما يناهز 50 مليار درهم في سنة 2011، أي ما يمثل على التوالي 0.9 بالمائة و6.1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.
وبالنسبة للمواد البترولية، وتحت تأثير ارتفاع أسعار هذه المواد في السوق الدولية، وعلى الرغم من الانعكاسات الجزئية المطبقة على مستوى أسعار البيع الداخلية عند استهلاك المواد البترولية السائلة خلال الفترة 2002-2012، ارتفعت الكلفة الإجمالية المتعلقة بالمواد البترولية السائلة وغاز البوتان من حوالي مليار درهم في سنة 2003 إلى ما يناهز 41 مليار درهم في سنة 2011 وهكذا، فقد تم تخصيص الجزء الأكبر من مصاريف الدعم، خلال 2002-2011، للمحروقات التي استحوذت على 84 % من إجمالي مبلغ الدعم، أي أن كلفة دعم المواد البترولية والمنتجات الغذائية ارتفعت من نسبة 1.1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام في سنة 2003 إلى 6.1 % في سنة 2011 وفي متم سنة 2012، ارتفعت كلفة دعم المواد البترولية إلى 48,237 مليار درهم.
التجارب الدولية
تستحضر المذكرة المرجعية للحكومة، الممارسات المعتمدة على المستوى الدولي، ولاسيما في بلدان ذات بنيات اقتصادية مشابهة للبنية الاقتصادية للمغرب، من إدراك هوامش التحرك الممكنة فيما يتعلق بتدبير هذا النوع من الإكراهات.
وتقول الحكومة، إن حجم دعم المحروقات بالمغرب يعتبر من ضمن المستويات العليا، باستثناء الدول المنتجة، ويمثل معدل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ومتوسط دول إفريقيا جنوب الصحراء 1،8 في المائة، معدل في دول مجموعة العشرين 1،1 في المائة. وبالرغم من أنهما من الدول المنتجة للنفط يصل مستوى الدعم في مصر 7،6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وفي الجزائر 5،8 في المائة وهما يقاربان مستوى الدعم بالمغرب.
ومن الواضح، حسب الحكومة، أن المغرب قد اختار الجمع بين تدابير خاصة تمكن من حماية القدرة التنافسية للمقاولات الوطنية وتحمي في نفس الوقت القدرة الشرائية للمواطنين، مع الإشارة إلى أن النصيب الأكبر من مجهود الدعم تتحمله دائما الميزانية العامة للدولة.
وتبرز هذه المقارنة أن مختلف التجارب ذات الصلة تجمع بين نظام لمقايسة الأسعار عند محطات البنزين، ومواكبة قطاع النقل العمومي، ووضع شبكات الأمان، والتحفيز على النجاعة الطاقية. وتظهر المقارنة التي تم القيام بها خلال الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2012 إلى 28 فبراير 2013 بشكل جلي أن سعر الغازوال عند محطات البنزين في المغرب يعد أحد أدنى الأسعار المطبقة في 30 بلدا مرجعيا، إذ أن بعض البلدان المنتجة للبترول، هي وحدها من تعرض الغازوال بسعر أقل.
ويتم التعبير عن متوسط السعر عند محطات البنزين، بالنسبة لتمرين المقارنة هذا، بالدولار لكل لتر من الغاز، وهكذا، فإن الأسعار المرصودة في المغرب هي أقل من السعر المطبق في بلدان مثل النرويج، وتركيا، والسويد، وفنلندا، والدنمارك، واليونان، وهولندا، وفرنسا، واسبانيا، والنمسا، وبولونيا، والسنغال، وبوركينافاسو، والكاميرون، ومالي، وموريتانيا، وجنوب أفريقيا، وناميبيا، والتشاد. ووحدها الدول المنتجة للنفط هي التي توفر سعرا عند محطة الوقود أقل من السعر المطبق في بلدان مثل المغرب، وغانا، وتونس، والإمارات العربية المتحدة،ونيجيريا، واليمن، وعمان، وإيران، والكويت، والجزائر، ومصر..
وقد تم جمع المعلومات المتعلقة بهذه المقارنة من الاتحاد الدولي للسيارات، والمفوضية الأوروبية، وشركة توتال، ووكالة «بلومبرغ» للأخبار الاقتصادية، فضلا عن بعض المعلومات التي تم جمعها من بعض وسائل الاعلام المتخصصة. ولاحظت المذكرة المرجعية أن تنفيذ نظام لمقايسة أسعار المحروقات، يكون جنبا إلى جنب مع اعتماد نظام للدعم، في العديد من البلدان، وفق لمختلف آليات التطبيق.
وبخصوص وضع شبكات الأمان، لاحظت المذكرة في التجارب الدولية، تنفيذ آلية لمواكبة الفئات المحرومة في كل البلدان التي قامت بالرفع من الأسعار عند محطات الوقود، ففي الغابون، وبعد زيادة نسبة 26 بالمائة في أسعار الوقود سنة 2007، تم إقرار مساعدات نقدية مباشرة للأكثر فقرا؛ واعتمد برنامج للمساعدة موجه للأمهات العازبات؛ كما تم توفير الماء والكهرباء بشكل مجاني للأكثر فقرا؛ وأيضا تم إقرار الإعفاء من تكاليف التمدرس في التعليم العمومي؛ وتوسيع شبكة النقل العمومي في ليبروفيل. نفس لبشيء بالنسبة لغانا، فبعد زيادة نسبة 50 بالمائة في أسعار الوقود المنزلي سنة 2005، ألغيت تكاليف التمدرس؛ وتم توسيع وتكثيف البرامج الصحية وبرامج الضمان الاجتماعي الموجهة للأكثر فقرا؛ وتم الاستثمار في شبكات النقل العمومي؛ وتسريع برنامج كهربة المناطق القروية.
نظام مقايسة أسعار المحروقات:
جنوب أفريقيا: الأسعار يتم حسابها من طرف وكالة مستقلة، «صندوق الطاقة المركزي»، وهي الصيغة التي تستند على سعر للاقتناء، السعر الأساسي للوقود، الذي يتم مقايسته تلقائيا مع أسعار التداول العالمية؛ ويتم التحيين شهريا.
الأردن: تعديل شهري للأسعار التي تعكس تغيرات أسعار التداول الدولية خلال 30 يوما الماضية؛ ويتم الإعلان عن تعديلات الأسعار عن طريق وكالة الأنباء الرسمية؛ كما أن الإصلاح جاري حاليا للرفع من شفافية العملية.
غانا: اعتماد صيغة للتعديل التلقائي للأسعار في سنة 2001، ويتم تفعيل التعديلات تلقائيا بمجرد تغير أسعار الاقتناء ب+/- 2,5 بالمائة، مقارنة مع التعديل السابق؛ وتتم عملية تدبير هذه العملية من قبل وكالة مستقلة، هي وكالة البترول الوطنية.
الهند: اعتماد صيغة لتعديل أسعار البنزين الممتاز في سنة 2002، متبوعة بتحرير للأسعار في سنة 2010، ويتم حاليا التفكير بغية إقرار تجميد دعم الديزل.
تظهر التجارب الدولية عدة طرق ممكنة لدعم النقل العمومي، مثل:
سعر تفضيلي للوقود، عبر نظام البطائق، المطبق على سبيل المثال في انكلترا.
إعفاءات أو سداد بعض الضرائب أو الرسوم، كالإعفاء من ضريبة الطرق، والإعفاء من الرسوم والضرائب عند شراء مركبات، والإعفاء من ضريبة توقف الحافلات؛
آليات لدعم النشاط، مثل دعم حقوق استعمال المحطات الطرقية، وأقساط التأمين، الخ؛
آليات لتقديم مساعدة مباشرة للفاعل والتي ترتبط غالبا بتحقيق أهداف للمرفق العمومي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.