ضمن الدراسات العديدة ذات الصلة بالأطفال والتأثير السلبي للتلفزيون عليهم، خلصت دراسة حديثة أجرتها "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال" إلى أن الطفل يقضي سنوياً 900 ساعة في المدرسة وحوالي 1023 ساعة أمام التلفاز، مما يعني أن معظم الأطفال يقضون وقتاً أطول أمام التلفزيون يزيد عما يقضونه في فصولهم الدراسية، وأن مشاهدة التلفزيون تعد أكثر النشاطات التي تستهلك وقت الطفل باستثناء النوم. وكشفت دراسة أخرى، أجريت في مستشفى الأطفال والمركز الطبي الإقليمي في سياتل بالولايات المتحدة الأميركية أن التلفاز قد يسبب للدماغ في طور نموه مستويات غير طبيعية من التحفيز مما يعرض الطفل إلى اضطراب في القدرة على التركيز "وهو نمط دائم من التشتت الذهني وفرط النشاط الاندفاعي أو كليهما". الدراسات التي استعرضها موقع "الغد" ذكرت أنه لطالما ربط علماء الصحة بين الإفراط في مشاهدة التلفاز من جهة، والخمول والعادات الغذائية غير الصحية التي تؤدي إلى البدانة عند الأطفال من الجهة الثانية. فقد أصبح واضحاً أثر الدعايات التجارية الجذابة التي يقوم التلفزيون ببثها يومياً على مدار الساعة على سلوك الطفل الغذائي، حيث تجعله يتبنى عادات غذائية سيئة كالدعايات الخاصة ببعض المنتوجات السكرية والتي تجعل الطفل يلح في طلبها ويستمر في تناولها خلال بث البرامج الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب النظام الغذائي للطفل وبالتالي إصابته بالسمنة. وظهرت دراسة أخرى حول "العلاقة بين عادات مشاهدة التلفاز والأرق لدى أطفال المدارس"، أن مشاهدة التلفاز ساعات طوال خلال النهار أو ما قبل النوم تسبب في العادة مقاومة النعاس والأرق والتوجس من النوم، ويتبع ذلك قصر في فترة النوم. ومن الآثار السيئة الأخرى للتلفزيون، جعل حياة الأطفال جامدة محدودة النشاط قليلة الحركة، إذ أنه من المعلوم أن الحركة ضرورية جداً لصحة الأطفال ونموهم. هذا إلى جانب كون معظم برامج التلفزيون والتي تبث في الوقت الراهن، برامج يهيمن عليها العنف والعداء والإباحية، فتكون أسوأ مثل للاقتداء بها وتقليدها. ويحث خبراء الأطفال حول العالم الأهل على تنظيم ومراقبة عادات مشاهدة التلفاز لدى أطفالهم ومتابعة المحتوى الذي يشاهدونه. لا بل ويذهب هؤلاء الخبراء إلى تشجيع الأهل على مشاهدة التلفاز مع أطفالهم قدر المستطاع وشرح الأشياء لهم. وهذا من شأنه أن يساعد الأطفال على ردم الهوة بين الواقع والخيال.