استقطبت مشاركة عدد من مشاهير القراء بمدينة مراكش في ليلة قرآنية رمضانية نظمت نهاية الأسبوع المنصرم جمهورا واسعا فاق عدده 3000 مواطن في أكبر تجمع احتفالي منذ سنوات نظم على طريقة "السهرات الكبرى" بمنصة كبيرة وبصوتيات ذات جودة عالية وبشاشات كبيرة ، وهو ما لفت انتباه عدد من المتتبعين الذين لاحظوا أن رمضان يمكن أن يستغل فرصة لتقديم "عروض إيمانية " ذات بعد تأطيري وتربوي في تجمعات عمومية، تضاف الى صلاة التراويح وصلاة التهجد والتي يغلب عليها البعد التعبدي والتي تعرف أيضا إقبالا كبيرا بكل مساجد المدينة سيما في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم. وعرف السهرة الرمضانية التي امتدت على مدى ثلاث ساعات قراءات شجية لكل من المقرئ هشام الراجعي والمقرئ أسامة زروال، والمقري محمد العسري، والمقرئ يوسف العدناني، تقاعل معها الجمهور من خلال التزامه بالهدوء التام والاكتفاء بالإنصات الواعي والملتزم، وهي القراءات التي توفق أصحابها في اختيار المقاطع ومشاهد قرآنية عظيمة تخاطب الروح وتحرك الوجدان وتدفع الى مزيد من التدبر في آيات الله في خلق الكون والأنفس والآفاق. وتضمنت الأمسية التي نظمتها جمعية منارة القرب للتنمية المستدامة في نسختها الثالثة بتنسيق مع عدد من المؤسسات الدينية والمنتخبة احتفالا بشهر رمضان المبارك وعيد العرش، أيضا فقرات للمديح والإنشاد وفقرة للقراءة الجماعية بالترتيل على الطريقة المغربية. ومن اللحظات المؤثرة جدا في هذه الأمسية هي لحظة تكريم أحد الوجوه البارزة بحي دوار إزيكي ، ويتعلق الأمر بالأستاذ "مولاي مبارك"، والتي قضى 44 سنة من عمره في البذل والعطاء في تعليم أطفال الحي القرآن الكريم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الحسنة من خلال "كتاب" درس فيه الآلاف من أبناء المنطقة، ومنهم من أصبح الآن يتقلد مناصب كبيرة في الوظيفة العمومية أو في الحياة المهنية الحرة. والجميل أيضا في هذه المناسبة، حسب متتبعين، هو اختيار المنظمين لساحة تسمى "ساحة كولومبيا" بحي دوار إزيكي لتنظيم النشاط، والتي كانت الى عهد قريب مرتبطة بسلوكيات منحرفة، وقال عبد الأله الغلف رئيس الجمعية المنتدب "استطعنا بمساعدة الساكنة وفعاليات متنوعة ومن خلال أنشطة تربوية وبيئية طيلة السنة تركزت على الخصوص في شهر رمضان، ليس فقط من تحويل اسم الساحة من كولومبيا الى قرطبة بما يحمله الاسمان من دلالات عميقة، ولكن أيضا العمل على توجيه طاقات شباب المنطقة الى العمل الجاد الذي يخدم الحي والمدينة والابتعاد ببعضهم عن تصرفات مشينة، ملاحظا أنه في الوقت الذي كانت جدران الحي مليئة برسومات غريبة أصبحت الآن مزينة بطريقة جميلة في تحول نوعي ساهم فيه كل ابناء المنطقة.