في الآونة الأخيرة بدأنا نشاهد الجميع يتكلم عن منظمة جديدة يطلق عليها ب "داعش" وهي مختصر لجملة " الدولة الإسلامية في العراق والشام "، وكالعادة فالإعلام إذا شاهد كلمة " الإسلام " فسرعان ما يبدأ بالكتابة وتضخيم الأمور وإعطائها أهمية كبيرة أكثر من قيمتها. ما يثير الغرابة هو تهافت حكام العرب للتحالف مع أمريكا للقضاء على داعش باعتبارها منظمة إرهابية، ولم يسبق لهم طرح عدة أسئلة منها: من وراء داعش؟ وكيف ظهرت؟ ومن قام بصنعها؟ إلخ… ألم يستوعب العرب بعد أن هذه المنظمة من صنع أمريكا، وأن هذا التحالف الذي يتهافتون عليه سيقضي على دولهم.. فلماذا لم يتحالف العرب للقضاء على الصهاينة الذين قتلوا إخوانهم الأبرياء في غزة؟ لماذا وقفت أمريكا مكتوفة الأيدي حول الأوضاع في غزة؟ وما لاحظته أن كل من تولى الرئاسة في أمريكا يقول أنه سيقضي على الإرهاب، ففي عهد بوش كان هناك فلم اسمه "بن لادن" والآن في عهد أوبما فلم آخر اسمه "داعش"، ومازال حكام العرب يصدقون هذه الأفلام الوهمية التي هدفها تشويه الإسلام والقضاء عليه. وما أكد لي أن داعش من صنع أمريكا هو اعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلنتون بذلك، وقالت نحن من أسسنا داعش لتقسيم منطقة الشرق الأوسط… من هنا يتضح لي أن أمريكا هدفها هو القضاء على الإسلام وليس على الإرهاب، ولكن حكام العرب الأغبياء صدقوا كذبة أوباما بأنهم سيتحالفون للقضاء على الإرهاب. لو أرادوا القضاء على الإرهاب حقا لقاموا بمثل هذا التحالف للقضاء على الصهاينة الذين نعتبرهم إرهابيين من الدرجة الأولى. وكما قرأت في التأملات الداعشية لصديقي محمد أكماري والذي عنونها بالذكاء الأمريكي الغربي والغباء العربي، أن الهدف من هذا التحالف القوي والسياسي بين أمريكا والدول العربية هو القضاء على الإسلام بالمسلمين. وبالتالي سيمر فلم داعش وينتهي أمره كما حدث في الأفلام الإرهابية السابقة، وسيأتي رئيس أمريكي جديد ليصنع فلما جديدا حول الإرهاب باسم آخر وهكذا…