الحكومة تقر بفشل سياسية استيراد أضاحي العيد    تشجيعا لجهودهم.. تتويج منتجي أفضل المنتوجات المجالية بمعرض الفلاحة بمكناس    الوزير جازولي يدعو المستثمرين الألمان إلى اغتنام الفرص التي يتيحها المغرب    منصة "واتساب" تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت    الاتحاد الجزائري يعلن شرطه الوحيد لمواجهة نهضة بركان!    تراجع حركة المسافرين بمطار الحسيمة خلال شهر مارس الماضي    نظام الضمان الاجتماعي.. راتب الشيخوخة للمؤمن لهم اللي عندهومًهاد الشروط    المغرب: كنرفضو إقتحام المسجد الاقصى وقيام دولة فلسطينية هو اللي غادي يساهم فإحلال السلام    "اتصالات المغرب".. عدد الزبناء ديالها فات 77 مليون بزيادة وصلات ل2,7 فالمية    بعد خسارته ب 10 دون مقابل.. المنتخب الجزائري لكرة اليد يعلن انسحابه من البطولة العربية    واش هادشي غايأثر على شراكة اسبانيا والمغرب والبرتغال فمونديال 2030.. الحكومة فالصبليون دارت الوصاية على الاتحاد الإسباني بسبب الفساد وخايفين من خرق لقوانين الفيفا    البحرية الملكية تنقذ مرشحين للهجرة السرية    الزيادة العامة بالأجور تستثني الأطباء والأساتذة ومصدر حكومي يكشف الأسباب    مضامين "التربية الجنسية" في تدريب مؤطري المخيمات تثير الجدل بالمغرب    القمة الإسلامية للطفولة بالمغرب: سننقل معاناة أطفال فلسطين إلى العالم    المغرب يستنكر اقتحام باحات المسجد الأقصى    المعارضة: تهديد سانشيز بالاستقالة "مسرحية"    حاول الهجرة إلى إسبانيا.. أمواج البحر تلفظ جثة جديدة    اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة    الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي : إصدار 2905 تراخيص إلى غاية 23 أبريل الجاري    ألباريس يبرز تميز علاقات اسبانيا مع المغرب    الحكومة تراجع نسب احتساب رواتب الشيخوخة للمتقاعدين    تشافي لن يرحل عن برشلونة قبل نهاية 2025    3 مقترحات أمام المغرب بخصوص موعد كأس إفريقيا 2025    عودة أمطار الخير إلى سماء المملكة ابتداء من يوم غد    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    أبيدجان.. أخرباش تشيد بوجاهة واشتمالية قرار الأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي    وكالة : "القط الأنمر" من الأصناف المهددة بالانقراض    استئنافية أكادير تصدر حكمها في قضية وفاة الشاب أمين شاريز    منصة "تيك توك" تعلق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد    وفينكم يا الاسلاميين اللي طلعتو شعارات سياسية فالشارع وحرضتو المغاربة باش تحرجو الملكية بسباب التطبيع.. هاهي حماس بدات تعترف بالهزيمة وتنازلت على مبادئها: مستعدين نحطو السلاح بشرط تقبل اسرائيل بحل الدولتين    "فدرالية اليسار" تنتقد "الإرهاب الفكري" المصاحب لنقاش تعديل مدونة الأسرة    العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    تتويج المغربي إلياس حجري بلقب القارىء العالمي لتلاوة القرآن الكريم    المالية العمومية: النشرة الشهرية للخزينة العامة للمملكة في خمس نقاط رئيسية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    سيمو السدراتي يعلن الاعتزال    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرات الأستاذ المجاهد الدكتور محمد بلبشير الحسني-الحلقة الأخيرة
نشر في التجديد يوم 04 - 10 - 2002

الملك الراحل الحسن الثاني، والجنرال ضياء الحق الرئيس الباكستاني سابقا، والرئيس السنيغالي عبدو ضيوف، وشخصيات مدنية أخرى منها: علال الفاسي ومحمد بلعربي العلوي، ومحسن التركي، وسعيد رمضان البوطي، ومحمد عابد الجابري، وعائشة بنت الشاطئ، ولحبيب بلخوجة، وغيرهم، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الثقافية والعلمية، داخل المغرب وخارجه، كل ذلك شكل شبكة العلاقات الاجتماعية للأستاذ بلبشير يكشف عن بعضها في هذه الحلقة.
س/ من الآراء التي عبرتم عنها رأيكم في مقرر الفكر الإسلامي والفلسفة الذي كان الأستاذ محمد عابد الجابري قد أعده لأن يدرس بالثانوية، كيف كان ذلك؟
ج/ لاحظ الأستاذ إدريس الكتاني أن في كتاب الفلسفة الذي كان يدرس للتلاميذ ما لا يليق، والمهم هو أن شكوى في الموضوع رفعت إلى الحسن الثاني رحمه الله، فكلف الحاج محمد باحنيني وزير الثقافة بإيقاف تدريس الكتاب وتكوين لجنة لتأليف كتاب جديد أو تقويم هذا الذي موجود، لكن الحاج باحنيني لسبب ما تراخى أو وجد صعوبات، وتكلف في الأخير الوزير بوعمود الذي شكل لجنة من المغاربة كنت أحد أفرادها، وممثل عن مفتشي الفلسفة، بالإضافة إلى أستاذين مصريين لكي يهيئوا كتابا لائقا للفلسفة، يدرس في الثانوي، في أسرع وقت ممكن. فبدأ العمل في آخر العام، ليكون جاهزا في بداية العام المقبل، ووضعت مع الأستاذ بوعمود تصورا عاما لما يجب أن يكون من موضوعات في الفكر الإسلامي رفضها ممثل مفتشي شعبة الفلسفة. وقلت إن هناك توجهين: توجه علماني وآخر يأخذ بالجانب الإسلامي، وهذا ما جعل المصريين يأخذان موقف الحياد، ولكن يتبعان الاقتراح الذي نقدمه ويوافق عليه الوزير. تم وضع التصور العام، وأعطينا التوجهات العامة في أول الأمر، وتكفل المصريان بالصياغة العامة، وفي شهر أكتوبر أتما عملهما وقدماه للوزير، وجاء الرفض من جديد على لسان المفتشين، وفي هذه
الأثناء تعين الدكتور عز الدين العراقي على رأس وزارة التربية الوطنية، ووجد أمامه هذا المشكل، فاستدعاني وشرحت له كل المعطيات، ثم أبديت رأيي: إذا كان الإخوة المفتشون يرفضون هذا الكتاب، فليضعوا بديلا ثم يناقشونه معك، فعرض عليهم الوزير الأمر وقبلوا، على أن يتم إنجاز الكتاب في ثلاثة أشهر. وعند انقضاء المدة لم يأتوا إلا بعدد قليل من النصوص لا يمكن أن تشكل أبدا كتابا قائم الذات، وهذا ما عبر عنه الوزير لمفتشي الفلسفة حيث يستحيل الاعتماد على تلك النصوص فقط للتدريس.
وكان عز الدين العراقي قد طرح علي احتمال عدم إنجاز المفتشين للكتاب في الوقت المطلوب. فكلمته عن الأستاذ سامي النشار، الذي كان أستاذا بجامعتنا بعدما كان وزيرا ورئيس جامعة بمصر، وعندما كلمت هذا الأخير في الموضوع قبل الفكرة، ولكن بشروط منها لجنة عمل حدد بنفسه أسماء أعضائها من تلاميذه المتفوقين من ذوي الكفاءة، وتلبية كل ما تحتاجه اللجنة في عملها من حاجيات. نقلتُ ذلك إلى السيد الوزير الذي اتصل بالكاتب العام للوزارة الأستاذ عبد الفتاح بوزوبع موصيا إياه بتوفير كل ما أطلبه بدون رجوع إليه، وبدأنا العمل مع الأستاذ النشار بلا كلل ولا ملل إلى أن أنجزنا الكتاب، وقدم وقبل، ثم استبدل في ما بعد. ومن غرائب القدر أنه بعد استبداله تم تعيين الأستاذ الطيب الشكيلي وزيرا للتربية الوطنية، وأعد مفتشو الفلسفة كتابا جديدا قدموه للوزير، الذي اتصل بي طالبا مني أن أعاين الكتاب وأعطي رأيي فيه، وبعد أن درسته، قلت للوزير إن الكتاب يتضمن توجها علمانيا أهمل الإسلام، وأنا أعلم أنه مع انتسابك لحزب التقدم والاشتراكية فأنت رجل نزيه، فطرح علي أن تشكل لجنة معي لتناقش مفتشي الفلسفة، وبقينا لمدة ستة أشهر في اجتماعات حتى أنجز
الكتاب.
س/ ماذا عن علاقتكم بالسيد محمد بلعربي العلوي؟
ج/ الأستاذ محمد بلعربي العلوي الذي يعترف له زعماء الحركة الوطنية بالأسبقية في التيار السلفي التجديدي، كان صديقا لعمي رحمه الله، حيث كان يكلمنا عنه باعتباره مثالا للتجديد والانفتاح. لم أكن أعرفه شخصيا، لكني أكن له تقديرا خاصا، فله يرجع الفضل بعد الله تعالى في وصولي لما وصلت إليه في تعليمي، فقد كانت جدتي حاضنتي، وأنا أدرس بالمسجد، وقد رأى والدي رحمه الله إدخالي للمدرسة، وآثر أن يدخلني مدرسة جسوس الداخلية في الرباط ليبعدني عن فاس، إلا أن جدتي رحمها الله بعقليتها، وحبها الشديد لي، وحقها في حضانتي لم تقبل أن يبعدني عنها أحد، فاستعانت بعائلتها لرفع دعوى قضائية على والدي بسبب إخراجي عن حضانتها، لتسقط الدعوى في يد الأستاذ بلعربي رحمه الله، فذهب عنده الوالد وأفهمه الموضوع، وضرورة المفاضلة بين تعلمي وحق الحضانة لجدتي، فكان متجاوبا مع الوالد من أجل مصلحتي وأنا طفل لكي أتعلم، فطمأن الوالد بأن ملف الدعوى سيظل مختفيا حتى أصل إلى سن الرشد، وإذاك لن تعود هناك أية أهمية للدعوى.
س وماذا عن صلتكم بالأستاذة عائشة بنت الشاطئ؟
ج كانت عائشة بنت الشاطئ تدرس وتشارك معنا باستمرار، وشاركت معنا في المؤتمر التأسيسي لرابطة الجامعات الإسلامية واستقرت في مدينة فاس.
س والأستاذ عبد العزيز الخياط؟
ج كان من الشخصيات ذات الوزن العلمي، كان يحضر معنا باستمرار وهو عضو المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية وله مؤلفات كثيرة.
س وهل نفس الشيء بالنسبة للحبيب بلخوجة؟
ج الحبيب بلخوجة كان يحضر معنا في العديد من الندوات الفكرية والثقافية، وقد التقيته مرة مع سعيد رمضان البوطي في اجتماعات المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية. وخلال هذه السنين الأخيرة خاصة بعد تأسيس جمعية الدراسات والبحوث في الزكاة، احتجت إلى مجموعة من المؤلفات من المجمع الفقهي الذي يترأسه بلخوجة بجدة. وفعلا بعد مجيئه إلى المغرب وبصفته عضو أكاديمية المملكة المغربية التقيت به وكان ذلك فرصة للقاء به.
س وماذا عن الدكتور عبد المحسن التركي ؟
ج الدكتور عبد المحسن التركي كان رئيسا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان رئيسا للرابطة واجتمعنا عنده في الجامعة وزرنا بعض الجامعات السعودية الأخرى أكثر من مرة وأصبح فيما بعد وزيرا للأوقاف. تقلد عدة وزارات أخرى ليصبح فيما بعد أمينا عاما لرابطة العالم الإسلامي ولي معه صورة مع علال الفاسي في بيت الجنرال ضياء الحق الذي كان رئيسا لدولة الباكستان
س معنى هذا أنه كانت لكم علاقة أيضا مع الرئيس الباكستاني ضياء الحق؟.
ج على ذكر ضياء الحق أريد أن أشير إلى أمر واحد، ذلك أنه حين اجتمعت الوفود العربية في المؤتمر الإسلامي بإسلام أباد خلال المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، استقبلنا ضياء الحق وكان رئيسا لمجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، وهو مجلس يجمع المحسنين بالإضافة إلى العلماء. وكنت عضوا به باعتباري أمينا عاما لرابطة الجامعة العالمية. وقد اجتمعنا لمدة يومين أو ثلاثة أيام متواصلة برئاسة الرئيس ضياء الحق، ومع ذلك ظل معنا طيلة هذه الاجتماعات. ومما أثار انتباهي أننا كنا مجتمعين بقصر الشعب وجاء وقت صلاة العصر، وخرجت إلى أحد المساجد الصغيرة، فلمحت بعض الموظفين الصغار، وإذا بي أجد ضياء الحق يدخل بينهم ويلبس حذاءً بسيطا تواضعا منه، ثم صلى معنا.
وعندي صورة مع الرئيس السنغالي عبدو ضيوف، التقطت به في سنة 1995، حينما انعقد المؤتمر العالمي الرابع للزكاة فكانت دكار تتولى الرئاسة، وأنا كنت أمثل جمعية الدراسات والبحوث في الزكاة.
في سياق ذلك كانت لكم أيضا علاقات مع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني؟
ج طبعا كانت لنا لقاءات عديدة مع المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني، وعندي صورة معه عندما كنت في الكشاف، وصورة في القصر الملكي مع مجموعة من الكشافة من قادة الكشفية وهي صورة احتفظت بها وعندي صور أخرى تضم أعضاء المؤتمر الأول والثاني للجامعة الإسلامية، وعندي صورة مع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال حينما استقبلها جلالة الملك للحديث عن التعديل الدستوري. لكن لقاءات أخرى كانت في مناسبات متعددة منها عندما كنت طالبا في بداية الخمسينات، وكان جلالة الملك طالبا في الحقوق، وكنت حينها رئيس مجموعة الطلبة المغاربة بعدد قليل، وأردنا أن نثبت لوحة بها إعلان للطلبة فمُنعنا، وطبعا باعتباري رئيسا لمجموعة الطلبة ذهبت كي أشتكي عند مولاي الحسن وكان حينها وليا للعهد.
س وكانت لك صلة بالأستاذ علي المنتصر الكتاني؟
ج علاقتي بمولاي علي المنتصر الكتاني كانت علاقة قديمة إلى حد ما في منظمة الإسيسكو، وأظنني عرفته حين كان أستاذا جامعيا بجامعة القيطوني بالسعودية، ولكن تعرفت عليه بشكل كبير عندما أنشئت منظمة الإيسيسكو. فأصبح عضوا في مجلسها التنفيذي بحكم أنه كان رئيسا لمؤسسة تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
س وماذا عن صلتك بعبد الله كنون؟
ج عبد الله كنون كان معنا في المجلس التأسيسي لرابطة الجامعات الإسلامية، وكان يتتبع بعض الأنشطة التي كنت أقوم بها وخاصة بالنسبة للدراسات الإسلامية، وكنا لا نلتقي إلا في مناسبات قليلة وكان لا يفتر عن التشجيع. وعبد الله كنون واحد من الأساتذة الذين أعتز بمعرفتهم.
س كانت لكم أيضا جهود في دعم الشعب البوسني خلال حرب الإبادة التي تعرض إليها في بداية التسعينيات، كيف ذلك؟
ج عندما وقعت الحرب في البوسنة، وأمام الظلم والاضطهاد الذي وقع للمسلمين في سراييفو وكوسوفا اتصل أحد المغاربة بالسيد محمد بوستة، أمين عام حزب الاستقلال حينها، وقال لا يجب أن نصمت وإخواننا المسلمون يضطهدون. طبعا محمد بوستة مع بعض الإخوة من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي كونوا لجنة تتكون من خمسة عشر عضوا، منهم منتمون سياسيا وآخرون غير منتمين، وعقد هؤلاء اجتماعا كنت حاضرا فيه، وطُلب مني أن أكون منسقا للجنة، وتم الاتفاق على كتابة رسالة إلى جلالة الملك، يتم فيها إخباره بأن لجنة تتكون من خمسة عشر عضوا قد شكلت. وطبعا حبذ جلالة الملك الفكرة وأعطى تعليماته للوزير الأول محمد كريم العمراني حينها كي تشكل لجنة وزارية تقدم مساعدات باسم الحكومة، وتعقد لقاءات تنسيقية مع الهيئة الوطنية، وحصل التنسيق لبعث أغطية وأفرشة، وكذا مساعدات مالية، وتم فتح حساب بنكي، وتم إخبار جميع فروع الهيئة برقم الحساب البنكي حتى تبدأ عملية جمع المساعدات المالية وإيداعها في الحساب البنكي المذكور. بالفعل بدأ المحسنون يتبرعون بالأموال، واتفقنا مع وزارة الخارجية، بقسم الحسابات، على أن تتكلف بإرسال هذه الأموال بعدما أخذنا موافقة
من مكتب الصرف بصرفها، وجمعنا مبلغا أوليا وقمنا بإرساله بشكل مضبوط وفقا لتعليمات البنك ووزارة الخارجية. وزارنا في المغرب نائب الرئيس البوسني آنذاك والوزير الأول البوسني، وكان هناك طالب بوسني بالمغرب يتابع دراسته في شعبة الدراسات الإسلامية قام بدور الوسيط، وكان صلة وصل بيننا وبين المسؤولين بالبوسنة ولم تكن الهيئة الوطنية وحدها، بل كانت هناك جمعية أخرى يترأسها الدكتور عبد الكريم الخطيب نتعاون فيما بيننا، وأقمنا أنشطة مشتركة، وكانت لها وسائلها الخاصة التي تجمع بها المساعدات.
س من اهتماماتكم الحرص على سلامة الأسرة المغربية من كل اختراق، وتمثل ذلك في رئاستكم للهيئة الوطنية لحماية الأسرة؟
ج فعلا، وقد قامت الهيئة الوطنية إلى جانب حزب العدالة والتنمية بمسيرة الدار البيضاء المشهورة تنديدا بما سمي ب " الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية " وأقامت مهرجانا بمسرح محمد الخامس، ونظمت ندوة في كلية الحقوق حول "حقوق المرأة" ، وقدمت رأيها في ما يتعلق بإصلاح مدونة الأحوال الشخصية، وقدمت للجنة التي شكلها جلالة الملك رأيها، وشاركت مع بعض الجمعيات في ندوة حول حقوق المرأة، ومدونة الأحوال الشخصية.
س وماذا عن تكوين المكونين بالنسبة لشعبة الدراسات الإسلامية؟
ج في إطار ما أشرت إليه من كون شعبة الدراسات الإسلامية تتكامل مع جامعة القرويين باعتبار أن خريجي هذه الجامعة يتعمقون في العلوم الشرعية بصفة خاصة، في حين أن شعب الدراسات الإسلامية توفر لهم تكوينا إضافيا، بالنسبة لهذا الموضوع أذكر أن الوزارة سبق لها أن قررت إحداث ما يسمى بتكوين المكونين بالنسبة لشعبة الدراسات الإسلامية وسائر الشعب الأخرى، والتحق بهذا التكوين بعض الأساتذة من بينهم الأخوان الدكتور أحمد الريسوني والدكتور محمد الروكي، فقضوا مع طلاب آخرين مرحلة تكوين المكونين، وأصبحوا أساتذة في شعبة الدراسات الإسلامية، الأمر الذي جعلنا نجد عناصر جديدة من الأساتذة سبق لهم أن تكونوا في جامعة القرويين وأتموا دراستهم عن طريق تكوين المكونين في الدراسات الإسلامية، كذلك أريد أن أشير إلى أمر آخر هو أننا نجد في بعض شعب الدراسات الإسلامية، كما في تطوان و مكناس مثلا، أساتذة سبق لهم أن درسوا وتخصصوا في العلوم التجريبية أو في الرياضيات، ثم بعد ذلك انتقلوا إلى شعبة الدراسات الإسلامية وهم يدرسون الآن مواد بهذه الشعبة، و حاصلون على شهادات إما في الرياضيات أو في العلوم التجريبية، من بينهم من تطوان الدكتور
المكي قلاينة مثلا، الذي تخصص في الرياضيات. وفي مكناس الأستاذ العلج الذي سبق له أن تخصص في العلوم التجريبية، ولاشك أنه توجد أمثلة أخرى.
س وأنتم ترأسون جمعية أساتذة التربية الإسلامية؟
ج حضرت مع أساتذة التربية الإسلامية اجتماع التأسيس، وطُلب مني أن أكون رئيسا شرفيا لجمعيتهم، وأريد أن أشير إلى قضية "ملحق الفكر الإسلامي في جريدة العلم، لأنه أكثر من أربع سنوات ونحن ننشر فيه آراءنا وأنشطة جمعية ملتقى العلوم والمجتمع، والندوات التي نظمناها، كندوة الزكاة مثلا، وذلك قبل جمعية البحوث في الزكاة، وكانت لنا استراتيجية بالنسبة للدراسات الإسلامية والبرامج التي سطرناها للإجازة: ندوات سنوية باشتراك مع الجهات المعنية. وكنا نتعاطى مع الجانب الإعلامي.
س وكيف ترى واقع قطاع الإعلام بالمغرب؟
ج في الحقيقة هناك الإعلام الإخباري العادي، خاصة في الصحافة اليومية أو الأسبوعية. والإعلام العلمي أو الإعلام المركز في مجال من المجالات الخاصة، وأريد أن أشير بصفة خاصة إلى الإعلام الإسلامي، وفي ما يتعلق بهذا الأخير، أستطيع أن أقول إن الحركة الوطنية وبعض المثقفين ورجال الفكر والسياسة ببلادنا تنبؤوا مبكرا لأهمية هذه الخطوة، ولذلك نجد بصفة خاصة في ما يتعلق بالإعلام الإسلامي، مجموعة من المجلات كانت، ومازال بعضها، يصدر إما كمجلات دورية أو كتيبات شهرية، كما هو الأمر بالنسبة لمجلة الهدى ومجلة المنعطف، و مجلة الفرقان التي نشرت لي كتابا بعنوان "تأصيل الثقافة الإسلامية وتجديد الفكر" كذلك على صعيد العالم الإسلامي، كنا نتوصل بمجلات، ولست بحاجة إلى التذكير بجريدة التجديد التي أصبحت جريدة لها اعتبارها ومكانتها في الحقل الإعلامي بالمغرب.
س وماذا عن صلتكم بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي؟
ج هذا المعهد أحدث في نفس وقت تأسيس شعبة الدراسات الإسلامية بالمغرب (1891 2891) وتخصص في البداية في إسلامية المعرفة وأنشأ مجموعة من المكاتب في بعض الدول العربية والإسلامية وحتى الأوروبية، فمكتب في لندن، ومصر وفي جهات أخرى، وارتبط مع شبكة من المفكرين المعروفين، والعلماء المتخصصين جدا لنشر إصداراتهم، وينسق معهم لإسلامية المعرفة، وبصفة خاصة في النظرة الإسلامية لعلم الاجتماع بمفهومه الواسع، وقدرا التقينا مع رئيس المعهد السابق الدكتور طه جابر العلواني، في زيارة له للمغرب ليحضر في الدروس الرمضانية، وبعد اللقاء به وجدنا أنفسنا أننا نسير في اتجاه واحد هو إثبات شمولية الإسلام بتشريعه وفكره وحضارته ومنهجه إلى آخره. وتخصص المعهد في قطاع خاص هو إسلامية العلوم الاجتماعية، والمعرفة بصفة عامة، وكنا واسطة مع كثير من الجامعات المغربية والكليات في علاقتها مع المعهد. وفي نفس الوقت بدأ هذا الأخير يبعث مجموعة من إصداراته لنوزعها، ومازلنا نوزع ما يصلنا منه على الكليات والخزانات بصفة عامة، وبعض الشخصيات العلمية التي تطلب هذه الإصدارات. وبذلك أصبحنا وكأننا مكتب يقوم بتوزيع إصدارات المعهد. وقمنا بتنظيم لقاءات
وندوات وتداريب مشتركة إما بيننا وبين المعهد فقط، أو بين الشعبة والإيسيسكو والمعهد. وكان لي الشرف أن جعلني المعهد مستشارا أكاديميا له بالمغرب.
س ولماذا لم يتم الترخيص لفتح مكتب للمعهد بالمغرب؟
ج بصفتي مستشارا أكاديميا له، كنت وما زلت أحاول مع السلطات المغربية كي تسمح لنا بإنشاء مكتب للمعهد بالمغرب، لكن مع الأسف لم نصل بعد إلى هذا المبتغى، والواقع أن المحاولة كانت قديمة ومن سنوات ولم تتجدد إلا مرتين، ثم انقطعنا لأننا لم نتوصل ولم نتلق أي جواب ولا أي رد على الكتابات التي وجهناها لوزارة الشؤون الخارجية في الموضوع، والحقيقة أنني لا أعرف السبب وراء عدم الترخيص بتأسيس هذا المكتب، علما بأن المعهد يرغب في أن يؤسس مكتبا ليس فقط كمحاور بالنسبة للمغرب الأقصى، بل داخل المغرب العربي والغرب الإفريقي.
وأشير كذلك إلى أن المعهد طلب من مجموعة من المجلات المتخصصة في العالم العربي والإسلامي أن تبعث لنا اشتراكات على حسابه. وكان للمعهد تعاون خاص مع الجامعة الإسلامية في ماليزيا بكولا لامبور، كان رئيسها عبد الحميد أبو سليمان.
إعداد
عبد الرحمن الخالدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.