نافدة يتواصل من خلالها"جديد بريس" مع نخبة من المجتمع في مختلف المجالات للتعرف على اهتماماتهم خلال هذا الشهر الفضيل. ماذا يعني لكم الشهر الفضيل؟ إضافات إيجابية كثيرة أهمها الشحنة الروحية التي تكون مؤثرة ليس فقط على الجانب الديني و التعبدي و لكن أيضا على الجانب العملي، إذ أن هذا الشهر يكون عاملا مساعدا على الإنتاج الفكري و العلمي، لذلك فأغلب إصدارتي العلمية كانت في هذا الشهر الفضيل حيث أستغل السكون و الهدوء الذي يتميز به هذا الشهر و أيضا نقصان إلتزاماتي العملية من أجل التعمق في المجال العلمي و الأكاديمي الذي أجد فيه متعة كبيرة. هل يغير هذا الشهر من روتينكم العملي اليومي؟ هناك تغيير على مستوى البرمجة فقط بينما النشاط يبقى كما هو في خارج أيام رمضان، رغم أن الأشخاص المحيطين بعملك ممن لا يحبدون العمل في هذا الشهر يؤثرون بشكل سلبي على العمل من خلال البطء و عدم التجاوب، لكن على العموم يمكن القول إن هذا الشهر هو من أقل الشهور مردودية على المستوى العملي خاصة على مستوى مهنة الدفاع التي أمتهنها إذ أن أغلب الناس يؤجلون منازعاتهم إلى مابعد هذا الشهر المبارك، مما يجعل العمل يعرف نوع من الانخفاض و الركود ، وهذا الأمر أحبده لأنه يترك لي المجال من أجل التركيز في الأمور العلمية و أيضا من أجل التركيز في العبادة و التشبع من الطابع الروحي الذي يمنحه شهر رمضان و بالتالي تكسير التركيز على الجانب المادي الذي تكون له الأولوية في باقي الشهور. هل تتذكر أول يوم صيام لك، أي ذكرى تركها ذلك اليوم في ذهنك؟ أول يوم صيام لي لا أتذكر بالضبط عمري آنذاك، ربما في عشر سنوات من عمري، كان ذلك في الليلة السابعة و العشرون من رمضان و كان هناك احتفاء خاص بي بعد هذا المجهود. و أتذكر أنني كنت طوال اليوم أشاهد الساعة و أسأل والدتي كم بقي من الوقت لكي يؤذن المؤذن، و كنت أتساءل دوما هل سأستطيع أن أصوم ثلاثين يوما بأكملهاحينما أكبر بالنظر إلى المعاناة التي كنت أشعر بها في أول يوم صمت فيه. لكن في الأعوام الموالية أصبحت متعودا على الصيام الذي كنت أواضب عليه بشكل تدريجي، و تطور مستوى صيامي من ثلاث أيام إلى أسبوع إلى نصف الشهر إلى أن أصبحت أصومه كاملا، و كان ذلك حتى قبل أن أصل إلى البلوغ ويصبح مفروضا علي شرعا. هل تتذكرون بعض الطرائف خلال هذا الشهر؟ شهر رمضان مرتبط دائما بحدوث مجموعة من الطرائف التي مازلت أضحك كلما تذكرتها و من بينها أنني كنت متخصصا في سرقة الحلويات التي كانت تحضرها والدتي بمناسبة هذا الشهر الفضيل، و رغم محاولات أمي في إبعاد علب الحلويات على ناظري و أحيانا إحكام الإغلاق عليها إلا أنني كنت دائما ما أجد الحل الفعال سواء يإيجاد المفتاح أو بالبحث عن الطرق المثالية من أجل الحصول على مرادي و إشباع رغبتي في أكل مختلف الحلويات الرمضانية، وذات يوم سقطت و كاد ظهري أن ينشطر لولا الألطاف الإلهية ورغم ذلك لم يكن هذا الموقف عبرة لي وعاودت محاولات السرقة و منها من تكللت بالنجاح و منها من لم تكلل، المهم أنه في كلتا الحالتين كنت أنتظر العقوبة التي ستطبقها علي أمي. ومن بين الطرائف أيضا أنتي قررت في أحد الرمضانات أن أصوم بعض الأيام في بلدتي الأصلية التي تتواجد نواحي مدينة ورزازات حيث تبلغ درجة الحرارة مابين أربعون إلى خمسين درجة، إلا أن معاناتي منذ اليوم الأول مع درجة الحرارة المفرطة التى كانت على وشك أن تجعلني أفطر خاصة أمام العطش الشديد الذي كنت أحس به جعلتني أشد رحالي و أعود إلى الرباط بسرعة. أستاذ جامعي ومحامي بالرباط