نوه رشيد بياضي، المؤطر في مجال البيئة والتنمية المستدامة، بالدور الذي تلعبه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها الأميرة للا حسناء من أجل الارتقاء بجودة الشواطئ المغربية وحمايتها، ودعا إلى جعل المبادرات الشجاعة للمؤسسة حافزا ليقظة وإحساس الجماعات المحلية وتحمل مسؤولياتها للتدبير الجيد للفضاءات الشاطئية، وتوسيع وتحسين الخدمات الصحية. مشيرا في هذا الحوار مع " جديد بريس" إلى أن جمعيات المجتمع المدني مطالبة بتحمل مسؤوليتها للمساهمة في توعية المواطنين وتحسيسهم وكذلك البحث عن عقد شراكات مع مستثمرين للنهوض بفضاءات الشواطئ وتأهيل بنياتها التحتية . كيف تقيمون الوضع البيئي بشواطئ المملكة سواء ما يتعلق منها بالمياه وكذلك بالرمال والبنيات التحتية الشاطئية؟ مما لاشك فيه أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها الأميرة للا حسناء قد بذلت مجهودات جبارة من أجل الارتقاء بجودة شواطئنا وحمايتها . فقد عرفت شواطئنا طفرة نوعية من حيث نظافة رمالها وبيئتها وكذلك استثمارات مهمة في البنيات التحتية في عدد كبير من الشواطئ المغربية . كما ساهمت التنافسية الخاصة بالمسابقات المنظمة في هذا المجال من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في صيانة شواطئنا، وإشاعة ثقافة الحفاظ على البيئة، باعتماد الشراكة وتظافر جهود كافة المتدخلين وفي هذا الاطار نذكر ببرنامج المؤسسة : " شواطئ نظيفة " الذي يعتبر نموذجا مهما للعمل الميداني من أجل الحفاظ على نظافة الشواطئ وكذلك لتأهيل فضاءاتها وجعلها أكثر جادبية وجمالا بالنسبة للزوار . غيرأن هذه المبادرات الشجاعة للمؤسسة ينبغي أن تكون حافزا ليقظة إحساس الجماعات المحلية وتحمل مسؤولياتها للتدبير الجيد للفضاءات الشاطئية، وتوسيع وتحسين الخدمات الصحية. فضلا عن التوجه لاعتماد تدبير عقلاني للرياضات المائية، وكذا تحسيس المواطنين بأهمية المساهمة في نظافة شواطئنا، وينبغي كذلك على جمعيات المجتمع المدني أن تتحمل مسؤوليتها للمساهمة في توعية المواطنين وتحسيسهم وكذلك البحث عن عقد شراكات مع مستثمرين للنهوض بفضاءات الشواطئ وتأهيل بنياتها التحتية . ورغم ذلك إننا نسجل بكامل الارتياح، التطور الإيجابي للوضع البيئي للشواطئ الوطنية. وهو ما تجسد على أرض الواقع، من خلال اعتماد معايير العلامة الدولية "اللواء الأزرق"، لجعل شواطئنا تستجيب للمواصفات الدولية، والحد تدريجيا، من صرف النفايات مباشرة إلى البحر، واعتماد التدابير الإدارية اللازمة، لوضع حد للاستغلال العشوائي للرمال الشاطئية. الكل واع بأهمية توفير المراحيض، سواء القارة أو المتنقلة، بمحيط الشواطئ، كيف ترون وضعية الشواطئ المغربية في هذا الجانب، وماهي مقترحاتكم لتطوير هذا الفعل الايكولوجي؟ بالرغم من المجهودات المبذولة من أجل تجويد الخدمات وتأهيل الفضاءات بشواطئنا،لا يزال عدد كبير من الشواطئ المغربية يعاني من انعدام المرافق العمومية وعلى رأسها المراحيض حيث يضطر المصطافون للتوجه إلى المقاهي المتواجدة بالقرب من الشاطئ أو اختيار أماكن تكون بعيدة عن أعين المواطنين من أجل قضاء حاجتهم وإن كان يحلو لبعض المصطافين التبول داخل مياه البحر فإن البعض الأخر وخاصة النساء يعانين من مشكل عدم وجود المراحيض… وقد خلق انعدام المراحيض على وجه الخصوص مشاكل للمصطافين جعلهم يتذمرون من الاصطياف بمجموعة من الشواطئ ويفضلون التوجه إلى مناطق أخرى لعلهم يجدون الأفضل والأنسب بالنسبة لهم. والجهات المختصة مدعوة أن تضاعف من جهودها لتوفير مراحيض قارة أو متنقلة للمصطافين من أجل تطوير هذا الفعل الإيكولوجي .ويحسن بنا أن نشيد ببعض الشواطئ المغربية التي فطنت لهذه المعضلة والظاهرة غير الصحية حيث اعتمدت على مراحيض متنقلة متطورة كما هو الشأن بشواطئ المضيق، السعيدية وتاغزوت .. انطلاقا من التقرير الأخير حول جودة مياه الشواطئ هل يعتبر الكشف عن جودة المياه كاف لتصنيف الشواطئ الصالحة لاستقبال المصطافين خلال فصل الصيف؟ لا يمكننا الحكم على جودة الشاطئ من خلال نظافة مياهه فقط، بل هناك أشياء أخرى لها أهميتها القصوى وهي التي تطرقنا إليها في معرض حديثنا السابق. فبالاضافة إلى جودة مياه الاستحمام وتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة وتوسيع وترميم شبكات الربط، ينبغي العمل على إنجاز محطات إلى جانب برنامج وطني للنفايات، ولابد من بذل جهود فعلية من أجل تجويد الشواطئ المغربية من حيث البنيات التحتية كما ذكرنا سابقا، من خلال تهييئ مناخ مغر للمصطاف من حيث جودة الفضاءات والأنشطة الموازية، بالإضافة إلى توفير الحراسة اللازمة بالشواطئ حفاظا على أرواح الزوار، ومد المسعفين باللوجيستيك والعتاد اللازم لتجويد خدمات الإنقاذ. هل ترون أن الجمعيات والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام لا تزال مطالبة ببدل مجهودات أكبر بخصوص التحسيس بأهمية المحافظة على بيئة الشواطئ ؟ أشدنا سابقا بالجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من أجل دورها التحسيسي الكبير في المحافظة على بيئة شواطئنا، لكن هذا لا يعفي الجمعيات والمؤسسات التربوية من مضاعفة جهودها في هذا المجال نظرا لدورها الجوهري في توعية المواطنين والتلاميذ وذلك من أجل اتخاذ مجموعة من التدابير الملموسة من أجل تنشيط وتسيير وتنظيف الشاطئ وتحسيس المصطافين بأهمية المحافظة على نظافة الشواطئ ومواقع الاصطياف وذلك من خلال حملات تحسيسية وورشات للأطفال. فدور الجمعيات يجب أن يركز على تحسين مستوى معرفة البيئة الساحلية بالمغرب عبر تحقيق دراسات التقصي و التشخيص وحماية السواحل والحفاظ على نظافتها وتلوثها من كل النفايات وخاصة الآتية من شبكات التطهير وغيرها من خلال برامج توعوية تحسيسية مكثفة للمواطنين كما أنها مطالبة بعقد شراكات مع فاعلين محليين ودوليين للاستثمار بالشواطئ المغربية والنهوض بخدماتها لتستجيب لمعايير الجودة المطلوبة، كما ينبغي أن يتحمل الإعلام مسؤوليته في هذا المجال من خلال تحسيسه للرآي العام بمجموع مشاكل شواطئنا المغربية مركزا على التواصل المكثف مع المواطنين من خلال برامج توعوية تساهم في تحسيسهم بأهمية المحافظة على طبيعة الشاطئ وجودة بيئته والعمل على تعبئة العموم والناشئة لتحمل المسؤولية للسهر على حماية مياه الشواطئ وتنظيفها ونشر ثقافة حماية الساحل عند العامة . كما أن المؤسسات التعليمية مدعوة لبذل مجهودات إضافية من خلال نشر ثقافة حماية البيئة لدى الناشئة وخصوصا مايتعلق بضرورة توعيتهم بأهمية المحافظة على بيئة شواطئنا وغرس روح المبادرة لديهم للمساهمة في صيانتها وتنظيفها . مؤطر في مجال البيئة والتنمية المستدامة