أقال رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، يوم السبت 4 يوليوز 2015، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في البلاد، عبد الله الوصيف، من منصبه، إثر اتهامه لبرنامج ديني بتحريف القرآن. وبررت رئاسة الحكومة القرار، في بيان لها، بما أسمته "تجاوز رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لصلاحياته، على خلفية إرساله رسالة إلى مدير عام الإذاعة الوطنية، في ال26 من يونيو 2015، تحتوي على استنتاجات واتهامات خطيرة، يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة". وقال البيان، حسب وكالة الأناضول ، إن :الرسالة التي علمت بها رئاسة الحكومة، كانت اجتهادًا شخصيًا وتصرفًا فرديًا من قبل رئيس المجلس، حيث لم يجمع أعضاء المجلس لمناقشة موضوع في غاية من الأهمية والحساسية، وهو ما يتطلب التحري والتثبت والتروي قبل إطلاق الاستنتاجات والأحكام". وكان الوصيف قد أثارَ جدلًا في تونس، عندما وجه رسالة إلى مؤسسة الإذاعة التونسية، الشهر الماضي، احتج فيها على برنامج يتناول مواضيع دينية، من إعداد المفكر يوسف الصديق، المتخصص في علوم القرآن والحضارة الإسلامية، متهمًا الأخير ب "تعمد تحريف معاني القرآن". وفيما يلي نص رسالة المجلس الإسلامي الأعلى إلى المؤسسة الإذاعية الوطنية التي نشرها موقع " الصباح نيوز".: السيد رئيس المدير العام للإذاعة الوطنية تحية طيّبة وبعد، مما هو معلوم أن الإذاعة الوطنية التونسية يفخر ويعتز بها المواطنون، لأنها تعبّر عن رؤيتهم وآرائهم الجمعية والإجتماعية، لذلك فإنهم حين يحدث أن تمر بعض البرامج والآراء التي تسيء الى هويتهم وعقيدتهم خاصة، يستاؤون ويمتعضون، لهذا السبب تلقّى المجلس الإسلامي الأعلى عددا من الرسائل والمكالمات في بعض البرامج، مثل البرنامج الذي يقدّمه يوسف الصدّيق تحت أكثر من عنوان، يتناول فيه تحريفا متعمّدا لمعاني القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ويبدي آراء ينسبها لنفسه، وهي في مجملها آراء لبعض كبار المستشرقين المعادين للإسلام، وفي الحقيقة أن هذا النوع من الدسّ والتحريف لمعاني القرآن الكريم، قد سلكه آخرون مثل سلمان رشدي الإيراني، ومحمد أركون الجزائري، والقائمة تطول… ومن أجل الحفاظ على مشاعر المسلمين وحقوقهم في حماية عقيدتهم، فإننا نتقدم اليكم بضرورة النظر في موضوع هذه البرامج الهدمية للأمن الثقافي والعقدي، وتشويه معنى الحرية الحقيقية المسؤولة، ولعلكم قد ورد اليكم في هذا الشأن مثل ما وصلنا. نأمل من جانبكم النظر في الموضوع بعناية ومنع إحداث الفتن العقدية والثقافية وسلامة وحدة المجتمع، وفي صورة رغبتكم في بعض البرامج الثقافية والدينية، يمكن لأعضاء المجلس الإسلامي الأعلى التعاون معكم في هذا الشأن، كما سبق لبعضهم تجارب طويلة في العمل الثقافي والديني بالإذاعة الوطنية. أجدد التحيّة اليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رئيس المجلس الإسلامي الأعلى