استنكر عضو الأمانة العامة ل "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، علي الصلابي، بشدة ظاهرة التعذيب في السجون الليبية التي كشفت عنها مقاطع فيديو مسربة من داخل أقبية بعض تلك المعتقلات التي تسيطر عليها أجهزة أمنية محسوبة على "المؤتمر الوطني العام". ودعا الصلابي في تصريحات ل "قدس برس"، السلطات القضائية الليبية إلى إجراء "تحقيق شفاف ونزيه" فيما يتعلّق بمظاهر التعذيب التي تعرّض لها معتقلين محسوبين على النظام السابق، ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، معتبراً أن "التعذيب عمل ينافي تعاليم الاسلام التي جاءت لتكريم الإنسان وحفظ آدميته وسلوك أمني ينتهك مبادئ حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دولياً، وهو في الحالة الليبية التي أظهرها فيديو مسرب يكشف أن الساعدي القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قد تعرّض للتعذيب الجسدي في أحد سجون طرابلس التي تسيطر عليها عناصر تابعة للمؤتمر، وهذا عمل مدان لأنه يكرر سلوكاً استبدادياً أطاحت به ثورة 17 فبراير". وأكد أن "إعادة إنتاج مناهج التعذيب التي اعتمدتها الانظمة الدكتاتورية لا يمكنها أن تساعد في بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات"، قائلاً "إن التعذيب جريمة مدانة شرعاً وعقلاً وسياسة، وهي بالتأكيد تكرار لخيار أمني فاشل انتهجته الانظمة الدكتاتورية، وأثبت أنه أسلوب فاشل وعاجز عن حماية الأنظمة، وهو عمل ينافي تماماً جهود بناء دولة المؤسسات والعدالة وحقوق الإنسان التي قامت لأجلها ثورة 17 فبراير". وأشار الصلابي إلى أن "ما كشفه الفيديو المسرب عن تعذيب الساعدي القذافي، يحمل بعداً ثأرياً لا علاقة له بالعدالة ودولة المؤسسات"،داعياً القيادات السياسية الليبية في مختلف المواقع إلى العمل من أجل تطهير السجون الليبية من المعتقلين وبداية صفحة جديدة على أساس العدالة والانصاف والمصالحة الوطنية الشاملة، على حد تعبيره. وكان فيديو مسرب مدته حوالي سبع دقائق، قد تداولته بعض وسائل التواصل الجتماعي في ليبيا، أظهر الساعدي القذافي مرتديا زياً رياضياً أخضر اللون، وهو جالس على مقعد بينما يقوم أحدهم بتعصيب عينيه بقطعة قماش سوداء، ويقوم آخر بتعذيبه وهو يصرخ معبراً عن ألمه، فيما أمر أحدهم لاحقاً الساعدي بالنزول إلى أرضية الغرفة قبل أن يقوم بمساعدة اثنين آخرين بوضعه في آلة خشبية ويباشرون ضربه بالعصا على قدميه. وكانت النيجر سلمت نجل القذافي إلى ليبيا العام الماضي، حيث فرّ إليها هارباً من ليبيا عام 2011 وظل يقبع قيد الإقامة الجبرية في العاصمة نيامي حتى ترحيله. ويأتي تسريب الفيديو عن تعذيب نجل القذافي بعد أيام قليلة من صدور أحكام بالإعدام بحقق عدد من رموز النظام الليبي السابق والمعتقلين لدى قوات محسوبة على تنظيم "فجر ليبيا"، من أبرزهم سيف الإسلام القذافي والبغدادي الحمودي، وهي أحكام أثارت جدلاً قانونياً وحقوقياً في ليبيا ودولاً إقليمية لها صلة بهذا الملف.