الألم لم يعتصر القلب، والعين تدمع للفراق لكن الثبات هو سيد الموقف، والوفاء عنوان نهاية مرحلة أولى من مراحل الرباط المقدس لعل الله يجمع بين الزوجين في جنة الفردوس. هذه عناوين وارتسامات بصمت شهادة زوجة صبورة وصامدة أمام مصاب موت الزوج الرحيم الودود. بقلب مليئ بالصبر ممزوج بألم الفراق أدلت الداعية فاطمة النجار بشهادة في حق زوجها الراحل الداعية الفاضل عبد الجليل الجاسني، تثني عليه بصفته رفيق دربها على طريق المسؤولية الأسرية بالتوازي مع المسؤولية الدعوية التي كانا يتقاسمانها إلى أن ووري الزوج الثرى. قالت فاطمة النجار لليومية "التجديد"، " الفقيد كان زوجا وأخا ومربيا، كان صانع عقلي وصانع عدستي وصانع نظرتي إلى الحياة، رجل صالح ورجل دعوة بل رجل عمل ومبادئ، ورجل الأحكام، كان في علاقته بالله منذ الشباب، منذ عرفته ولقاؤه بالله يبدأ قبل الفجر لم يقفل هذا الباب حتى غلبه المرض، أتحدث عن رجل إحسان، إحسانه لأمه وأبيه، أتحدث عن صانع عقل أخواتي عن صديق بناتي وحبيب بناتي ورفيق بناتي، كان الأب الجليل ورجل تعرفه الدوائر، رجل يعيش المبادئ وان كان لا يتحدث بها كثيرا، ويعيش المواقف الصامتة والراسخة والمستمرة، لم يغير ولم يبدل، منذ عرفته والدعوة تسكنه وهو بالدعوة ومع الدعوة إلى الله العلي القدير، لا شيء في حياتنا خاص كل ما عشناه مفتوح بأخطائه وبصوابه، لم نكن نملك بيتا خاصا ولا حتى أسرار خاصة، كل ما في حياة هذا الرجل مفتوح على إخوانه وعلى أحبابه ودوائره، إلى الله نرجو الصبر ومن الله نرجو الصبر والتثبيت. هذا الرجل الكريم أكرم ما رأينا فيه هو إكرامه للمرأة، إكرام شعاره فيه اتبع هدى ربك وليس هوى نفسك، هذا ما كنت اسمعه ويحدث به إخوانه، أكرموا النساء لا يكرمهن إلا كريم وخيركم خيركم لأهله، عشت معه خيرية الأهل والزوج مؤدب جزاه الله، وكان الرفق هو منهجه، لم يكن ييأس ولا يتعب لا يعرف المشاكل، كان يقول "اذا أصبحت مع المشاكل ضاع يومك" ضع المشاكل خطط لها بيدك وعقلك لا تسكن قلبك. هو زوجي رفيق دربي ومؤنس حياتي وشريك دعوة، نسأل الله أن نكون قد افترقنا على الله ومن هذا المنبر لو كان الأحياء يسمعون الأموات لقلت الوفاء هو عنوان حياتنا قبل وبعد الممات.