قال خبراء في مجال البيئة والمناخ إن المفاوضات في مؤتمر باريس العالمي للمناخ (كوب21) الذي تحتضنه فرنسا من 29 نونبر الجاري إلى 12 دجنبر المقبل في باريس وبعدد من المدن الفرنسية ستكون صعبة جدا هذه المرة مقارنة بالدورات السابقة. ورجح هؤلاء أن هذا المؤتمر سيعرف "بداية اتفاق" سيؤدي ربما إلى اتفاق حقيقي في "كوب 22″ بمدينة مراكش سنة 2016. ولم يستبعد الخبراء في تصريحات متفرقة ل"التجديد"، أن يحضر ملف الإرهاب في الأشغال التي ستعرف مشاركة وازنة من قبل الدول والحكومات. ورأى الدكتور الحسين الشكراني مدير المرصد المغربي للأجيال المقبلة والباحث في مجال المناخ بجامعة القاضي عياض، أن "الإرهاب" سيكون ذريعة لعدد من الدول للتملص من الالتزامات الدولية في مجال التغيرات المناخية، وعدم التوصل إلى اتفاق ملزم لجميع الدول. وأضاف في تصريح ليومية "التجديد"، "وفق مؤشرات علمية دقيقة سيتم تأجيل الاتفاق إلى مراكش سنة 2016، وأن الدول الكبرى ستبني مرافعاتها على كونها ملزمة بتخصيص أموال إضافية لمواجهة الإرهاب الذي له أولوية على قضايا المناخ". وأبرز الشكراني أن مشاركة المغرب بوفد كبير يفوق 400 عضو، مقارنة مع دورات سابقة كان لا يتعدى الوفد بضع أفراد، دليل على أن المغرب قدم ورقة تم التحضير لها بعناية فائقة، وأن عمله سينصب أكثر لتهييء الأرضية لمؤتمر 2016 الذي سيعقد في المغرب. وأشار الأستاذ أحمد الطلحي باحث في التنمية والبيئة والمناخ، أن الاتفاق الشامل بين الدول المشاركة صعب للغاية بسبب الأحداث التي جرت أخيرا في باريس، لكن يمكن أن يكون هناك بداية اتفاق، مشيرا إلى أن هناك لأول مرة اعتراف بخطر التغيرات المناخية على العالم في الوقت الذي كان الدول الكبرى الملوثة تنكر ذلك في الماضي ، حيث كانت الدول الكبرى والأكثر تلويثا للفضاء لا تعترف بالتغيرات المناخية وبالتالي كانت المفاوضات تنتهي سريعا لأن هذه الدول لم تكن تريد أن تصل لأي اتفاق يلزمها. وقلل الطلحي من تأثير أحداث باريس على المؤتمر باستثناء منع المسيرة الكبيرة تزامنا مع المؤتمر سيما أن هناك ضغوط قوية من جماعات بيئية ، كما أن التغيرات المناخية باتت تنتج كوارث سياسية وتمس أمن الدول وتشكل سببا مباشرا في اندلاع الحروب الأهلية. وبخصوص المشاركة المغربية المكثفة، أشار الطلحي إلى أنه يوجد في العالم حوالي 900 خبير في مجال المناخ، منهم 30 في إفريقيا ضمنهم 9 مغاربة والذين ساهموا بكثافة ودقة في إنجاز التقارير الدولية حول التغيرات المناخية. من جهته، قال البروفسور عبد اللطيف الخطابي محرر رئيس في تقرير التقييم الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ل"التجديد"، إن الرهان الأول الذي يواجهه المشاركون هو الاتفاق على العمل على ألا تتجاوز حرارة الأرض درجتين مائويتين، مقارنة ببداية الثورة الصناعية، والرهان الثاني وهذا هو الرقم الصعب هو تخصيص 100 مليار دولار سنويا لصندوق الطبيعة أو صندوق المناخ لتمويل برامج التخفيض من ظاهرة تسخين الأرض وبرامج التكيف مع الآثار الناجمة عن التسخين بدرجتين مائويتين، وذلك بالتساوي بين البرنامجين، لأن البرنامج الأول تستفيد منه عمليا الدول الغنية والصناعية والبرنامج الثاني الدول الفقيرة النامية. وأكد المتحدث أن 161 دولة وضعت ملفاتها حول رؤيتها للتقليص من الانبعاث الغازي، والتي تنتج حوالي 90 في المائة من مجموع هذه الانبعاثات في العالم. وأشار المتحدث إلى أن المغرب ضمن الدول الخمس الأوائل، التي وضعت ملفها، والذي يعتمد على ذلك في تطوير الطاقة المتجددة وتنويعها.