قال كمال القصير الكاتب والمحلل السياسي، إن من أهم أسباب تأخر مشاورات تشكيل الحكومة، هو وجود خيارات متضاربة لدى الفاعلين السياسيين سواء تعلق الأمر ببناء الدولة أو تصور الخمس السنوات القادمة والمستقبل السياسي والاقتصادي للبلد. وأضاف القصير، الذي حل ضيفا على برنامج "تقرير موقف" يوم الأحد 23 يناير 2017، على قناة التلفزيون العربي، أن تضارب الخيارات على المستوى السياسي، هو ما أنتج ما يمكن تسميته ب "البلوكاج المتبادل"، مشيرا إلى أن كل الأحزاب تدرك، أن التموضعات السياسية الحالية أساسية في تحديد مستقبل كل الأطراف السياسية. وأوضح القصير أن "البلوكاج" هو محاولة لفرملة تمدد حزب العدالة والتنمية الذي قد يضر به وبالمشهد السياسي وبالدولة عموما، معتبرا أن تواجد أحزاب مثل الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار وغيرها من الأحزاب التي تعرف بالإدارية أو صنيعة الدولة، يبقى ضروري لأنها تحقق التوازن، فاكتساح وسيطرة الإسلاميين يشكل خطر عليهم وعلى الدولة. وتابع "وجود مثل هذه الأحزاب هو الذي يمنع المعادلة الصفرية الكارثية، بأن يقتصر المشهد السياسي على تواجد الإسلاميون والمؤسسة الملكية. وأكد القصير أن موقف حزب العدالة والتنمية من انتخاب القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب، تصرف صائب وذكي لأنهم تجنبوا الصدام وأعطوا فسحة لتشكيل الحكومة بأقل الخسائر الممكنة. وقال المتحدث " على رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران، ألا يصغي لأصوات المغامرين في السياسة، فالحزب حقق إنجاز كبير بعد سيطرته على مجموعة من اللجان الهامة في البرلمان". وأشار المتحدث إلى أن الملكية في المغرب نظام سياسي ذكي يعرف كيف يتعامل مع التحولات السياسية والاجتماعية وهو ما تجلي في حركة 20 فبراير حين خرجت سنة 2011، حيث استطاع الملك أن يمتص هذه الموجات الاجتماعية.