طالب عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المعين، رجال الأعمال والأغنياء بأن يكونوا أول المبادرين للحوار الاجتماعي، حتى تستطيع الفئات الضعيفة أن تأخذ حقها من الثروة، وخاطب من وصفهم ب«الذين اغتنوا من ثروات المغرب»، بأنه «آن الأوان أن نرد بعض الشيء لصالح الفئات الضعيفة في هذا المجتمع». جاء ذلك في كلمة له، خلال المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعية، الذي ينظمه مجلس المستشارين، اليوم الاثنين 20 فبراير 2017، تحت شعار: «مأسسة الحوار الاجتماعي: مدخل أساسي للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية». وقال ابن كيران إن «الأقوياء يكنزون لأنفسهم الثروة وتبقى الفئات الأخرى تحتج وتنتفض، بينما فئات أخرى لا تجد سبيلاً للاحتجاج والمطالبة بحقها من الثروة ولا يسمع صوتها، وهم في الغالب من سكان البوادي»م مشددا على أن من واجب «النخب المستفيدة المكونة من السياسيين والمثقفين ورجال الاعمل أن تتحاور اجتماعيا مع الفئات الأقل استفادة لإيجاد حلول للإشكاليات المطروحة». وأبرز رئيس الحكومة «أن النخب المستفيدة من الثروة الوطنية والتنمية تنادي بالإصلاح، وتؤيد فكرة القيام بالإصلاحات وتدعي مناصرتها لقضايا المستضعفين، لكن في المقابل ترفض أي إصلاح يدفعها للتضحية بقليل من الثروة التي راكمتها». وتابع «يجب على الذين يستفيدون أكثر أن يعلموا أن من مصلحتهم أن تستفيد الفئات الضعيفة، وإلا سيفقدون الأساس والأهم وهو الاستقرار». ومضى قائلا: «آن الاوان للفئات المستفيدة أكثر أن ترد بعض الأشياء للفئات المهمشة»، لافتا أن الجميع يريد الإصلاح والحلول، ولا أحد يريد التضحية. وأشار رئيس الحكومة إلى أن «ذكرى 20 فبراير إبان "الربيع العربي"، هو تاريخ التعبير عن عدم الرضى، وانطلاق مسلسل ذكاء شعب استطاع أن يتعامل مع حدث خطير بذكاء يوازي عمق تاريخه ويوازي كفاءاته المعروفة بمبادرات ملكية رائعة». وأوضح أن الملك محمد السادس كان قد استجاب لمعظم مطالب الاحتجاجات، بعد 18 يوما من انطلاقها خلال 2011، عبر إلقائه لخطاب تاريخي، وهو ما شكل منطلقا لمعالجة المشكل بالطريقة المغربية، وأدت الى الاستقرار والتنمية خلال الست سنوات الماضية. واستدرك ابن كيران «لكن هذا لا يجب أن ينسينا أن الإشكال لا يزال موجودا، بسبب خروج المواطنين للاحتجاج في الشارع بالنظر للمشاكل التي يعانون منها». ودعا رئيس الحكومة إلى إعادة توزيع الثروة ببعض الدول العربية من خلال الحوار الاجتماعي، محذرا من فقدان الاستقرار ببعض هذه الدول، قائلا: «هناك اختلال في توزيع الثروة عربيا، وفي عدم الاستجابة للرغبات الطبيعية الموجوة في المجتمعات، لذا فإن هذه الأخيرة تعبر عن هذه الاختلالات بالانتفاض»، وفق ما نقلت عنه "وكالة الأناضول". وختم ابن كيران كلمته ببيت شعري شهير لأبو القاسم الشابي، الذي يقول فيه: «إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر».