لم الجدال والنزاع والقتال واستعمال وسائل الدمار وأساليب النفاق والخداع بين الأفراد والمجتمعات والشعوب لأسباب واهية تافهة زائلة، مثل لون البشرة والعرق والملة والدين؟ هل هي أسباب حقيقية لاستعمال نيران الافتتان؟ وإيقاد نار الحروب المهولة؟ ونشر الدمار (...)
سبحان الذي خلق الأشياء كلها بمحض إرادته، وأنشأها كما شاءت قدرته، فكانت آية دالة على وجوده، وشاهدا معقولا على تدبيره، فانبهرت الألباب أمام عظمة خلقه، وتحيرت النفوس على تنوع وتعقيد إيجاده، وكلت الألسن على وصف ما صنعت يد قدرته، وتبين للعقول عجزها (...)
أرهق الظمأ الإنسان، واستحوذت عليه مشاعر الخوف والأحزان، وتشتت السبل أمام عينيه، وتفرقت الطرق والمناهج، وعلت الأصوات باكتساب أم الحقائق، وهلل كل حزب بما لديه من حجج دامغة، وبيانات سائدة، فراح المرء يدور في عجلة لا تنتهي من الدوران، لا تستقر على حال، (...)
حمدا لمن تفرد بالجلال وتنزه بالكمال، وسطعت أنواره على جميع الأكوان، وكان مبدأ ومآلا لمن في الإمكان، وهو الذي توحد بذاته وتميز ببقائه، وتجلى بصفاته على الممكنات فظهر منها طيف من بهائه على قدر استيعابها ومدى استعدادها، وتأهب قدراتها، فبرزت في الوجود (...)
سمعنا ونسمع دائما بأن المغاربة الذين اعتنقوا ديانات أخرى من غير ديانة آبائهم وأجدادهم، هم في الحقيقة يبحثون عن منافع شخصية ،اقتصادية منها أو اجتماعية، وبأن فئات معينة ضغطت عليهم باقتراحات مغرية جعلتهم يبدلون دينهم وعقيدتهم . ولكن هل لا ينطبق هذا (...)
قرأت البارحة مقالا في جريدتكم الموقرة عن ما قام به المسيحيون المغاربة , وما يزمعون فعله لنيل حقوقهم في ممارسة ديانتهم بدون مضايقة , فوجدت الأمر في غاية العادة , لا تعتريه شائبة , ولا تحوم حوله فتنة مفتعلة أو مؤامرة مدبرة , واندهشت لبعض التعليقات (...)
هكذا عُرف هذا الدين في مختلف العهود والأقطار، وظل شعارا خالدا في الأذهان، وهمهم به البعض للآخر على أنه صحيح البنيان، وبأن الدعوة المحمدية مبدأها سلام وآخرها سلام وشعارها الحب والأمان؛ فاشتاقت الأرواح لنداء تفوح منه روائح المحبة والوداد، وتكسيه زهور (...)
جاءت الرسل و الأنبياء تباعا , لتربية الشعوب و الأقوام , وربطهم ببارئهم , وهادية إلى مكارم الأخلاق , وداعية إلى ترجيح الفضائل ونبذ الرذائل , مبينة لهم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم , متماشية مع عقولهم وقدراتهم , فالحديث مع إنسان القرون الوسطى يكون على قدر (...)
سؤال يثير الفضول ويتنبه إليه أصحاب العقول , ويفكر فيه كل من أراد الاجتهاد وإدراك الأشياء بعقله لا تبعا للعبادات والتقاليد , وماورد على لسان قومه وذويه , فيتوقف آنا من الزمان , ويحملق في نفسه لعله يجيب على هذا السؤال , ثم يلتفت إلى الموروث المنقول , (...)
هل يجوز في عالم تعمه الحروب و المقاتل وتدمر فيه المدن على رمتها , ويذبح الناس بسبب انتمائهم الديني أو العرقي , ويشتت شمل الأسر , ويقتل الأطفال ويشردون ويحرمون من ذويهم ومن بيوتهم ومدارسهم , أن نأمل في اتحاد الجنس البشري ؟
وهل يجوز في عالم أصبح بعضهم (...)
ارتفع هذا النداء في بلاد فارس في أواخر القرن التاسع عشر ،مخاطبا مواطني ذلك البلد، وكل البلدان في كل البقاع، ولا زال صدى هذا النداء النوراني، يجد آذانا صاغية ويقلب قلوبا منيرة، ويهز مشاعر نفوس زكية، ويحرك أرواحا مضيئة ،ويجذب عقولا مستنيرة،فترى فيه (...)
هل للمؤمنين القدرة بل والصلاحية للدفاع عن أديانهم؟ وهل يجوز للعبد المؤمن برب مقتدر غني عن العالمين مترفع عن ما في السماوات والارضين ان يقوم على نصرة رسالته و الدفاع عنها من المنكرين المجاحدين؟ أم هذا أمر بيد المبدع لذلك الدين القادر على حفظه من شركل (...)
هل يتساوى أهل الأديان في إيمانهم؟ فلا فرق بين إيمان مسلم ومسيحي ويهودي وبهائي وبوذي وزردشتي، وديانات أخرى ورد ذكرها أو لم يرد في الكتب السماوية المتداولة بيننا؟ بطبيعة الحال إذا سألنا الجمهور من المؤمنين من مختلف الديانات السماوية لأجابوا بالنفي (...)
في أول وهلة يبدو السؤال بديهيا وجوابه واضحا جليا , فالاختلاف بين الأديان ظاهر بارز لا غبار عليه , كوضوح الشمس في وسط الزوال , أو كالقمر في بدره التام , ولكن إذا تفحصنا المسألة بدون انحياز , وانقطعنا عن أفكارنا المسبقة , وما ورثناه من أخبار وأنباء عن (...)
عمً الدمار في كل الأرجاء , وهبت عواصف الافتتان في كل الأنحاء , وتغبر الكون بالحروب و المآسي , وتفشى الفساد و الجدال بين الشعوب بالتوالي , حتى يئس المرء وفقد الآمال , وظن أن هذا خطب العالم على الدوام . وشقت الأرامل ثيابها بكاء و تحسرا , ودمعت أعين (...)
لو فكرنا في جسم الإنسان لوجدنا أعضاءه المختلفة المتباينة في المهام ,في اتحاد و تناغم تام ,تشتغل كلها في اتحاد كامل رغم اختلاف شكلها و حجمها و مهامها , فها هو الدماغ يحرك الأعضاء , و القلب يضخ الدماء , و الكبد يقوم بعملية الإستقلاب , و الكلي بعملية (...)
يمر الإنسان بمراحل مختلفة متباينة في حياته. فها هو رضيع لا حول له ولا قوة وفي أمس الحاجة إلى ذويه لرعايته والاعتناء به. ففي هذه الفترة تكون قواه الجسمانية هزيلة ضعيفة وإدراكه بمحيطه محدود للغاية وفكره وذكاؤه بسيط جدا. ثم تأتي مرحلة الطفولة حيث ينشط (...)
إن التربية ضرورية لبني الانسان لرقيه وتطوره وسموه وازدهاره، بل لضمان وجوده وبقائه. فالتربية هي التي صنعت الحضارات وغرست في القلوب حب الاكتشافوالاطلاع، وفي الأذهان رغبة البحث والاختراع. وبدونها يبقى الانسان كسائر المخلوقات بدون حراك ولا تطور ولا (...)
في عالم توالت فيه المصائب والويلات، والحروب والأزمات، واستعصى على الغني والفقير، والعالم والجاهل، والشريف والوضيع، والحاكم والمحكوم، ودول العالم الأول ودول العالم الثالث، بل وكل الشعوب والأجناس، أن يجدوا قسطا من الراحة والهناء والطمأنينة والرخاء في (...)