في شهر أكتوبر من كل سنة يحتفل المغرب باليوم الوطني للمرأة, وهو بمثابة يوم للوقوف على ما تحقق من إنجازات لفائدة النساء و رصد التحديات المطروحة,والاعتراف بالادوار التي تضطلع بها النساء في كل المجالات ... سيدتي هو يوم غر تستحضر فيه كل ما قدمته المرأة القروية من إنجازات و خطوات مقدامة, وأهم الاشواط التي قطتعتها في اتجاه ترسيخ المساواة و النهوض بحقوق المرأة, فيه تنظم ندوات و أيام دراسية احتفالا بالمرأة المغربية... و إبراز دورها الطلائعي في التنمية ... سيدتي إن نساء الجبال في عزلة عن العالم في فصل الشتاء و الثلوج , و لا حول لهن و لا قوة الا بخالقهن و أسمال بالية...إلى جوارهن أطفال عراة, حفاة, معاقين, متشردين...يستنشقن و يلفن الفقر المدقع...و يتجرعن المعاناة المضنية...يعانين بمرارة في تربية و إعالة و تعليم و علاج أبنائهن...ينتظرن وأولادهن هدايا بعض الجمعيات و المنظمات من أغطية أو لتر زيت أو قالب سكر مقابل التقاط صور معهن أثناء قساوة فصل الشتاء.... سيدتي لا تزال الحوامل تحمل على البغال و الحمير وعلى النعش في غياب وسائل النقل و الطرق...و يضعن في البراري و الطرقات و المنعرجات, و تقفل في وجههن أبواب المستشفيات, و يفترشن أرضية جناح الولادة...و يصفعن من لدن الممرضات...و يتوفين من الإهمال...و وترتفع في صفهن الوفيات أمام تردي الخدمات و انعدام المرافق الصحية...مستشفيات بلا أطر طبية, بلا دواء, بلا تخصصات, وقرى بلا مراكز صحية وإن كانت تبقى جدرانا بلا أطر ولا أجهزة .... سيدتي إن نساء العالم القروي يجهلن حقوقهن الانسانية لاشتغالهن بحاجيات أسمى من جلب ماء و رعي ماشية و تربية أبناء و عبء الاعمال المنزلية... يتهن في الحقول و البراري للرعي و الحطب و الحصاد ...و لا يدرين مالهن و ما عليهن... كما لا يتوفرن على وسائل الاتصال كالتلفاز و لا يتوفرن على شبكة الإنارة و على الطرق المعبدة و الماء الصالح للشرب... قريناتهن في الحواضر يتمتعن بكامل الحقوق من أجل العيش الكريم ... سيدتي لا تزال الأمية و الجهل و الإقصاء و التهميش ينخر كيانهن في ظل الدستور الجديد... و لا يزلن يتخبطن في الظلام الدامس ...لذا يجب تشجيع تعليم الفتيات و محو أمية النساء لتحسين و ضعهن في العالم الجبلي... سيدتي المطلقات و الأرامل ينتظرن أجرة يعن بها أسرهن, ولا يتوفرن على مدخول مالي مقابل الدور الذي يقمن به لتحقيق اسلقلالهن الاقتصادي و تنمية ذواتهن , وإعالة أبنائهن الأيتام...إنهن في عزلة, في غيابات الجبال الشاهقة, وصعوبة التضاريس الوعرة...قيدن ببراثن الثقافة و التقاليد...في رغبة لمسايرة نساء العالم الحضري ....بعيدات عن الهوية المغربية لا أحد يعترف بهن إلا في الانتخابات ليتم نسيانهن حتي الاستحقاقات المقبلة الأخرى... سيدتي إن النساء و الفتيات يعملن بأبخس الأثمان خارج البيوت لقيادة أسرهن كخادمات و نادلات ومنظفات و عاملات ... و لم يسع التعليم الكثير منهن...لا مورد قار و مرتقب... يجب تمكينهن من ظروف جيدة للعيش الكريم و مساعدتهن لتحقيق ذواتهن في كافة المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية...و وضع حد لمعاناتهن اليومية في المناطق النائية و المعزولة...هن مهضومات و منزوعات الحقوق و مظلومات....يطالهن العنف بكل أنواعه داخل أسرهن, وإهانات لا تزال تتنامى في صفوفهن ...من عنف و قمع و تحرش و اغتصاب ... سيدتي إن تفشي البطالة و تدني الدخل الفردي مع انتشارها في صفوف من كان يفترض أن يكون المعيل الأول للأسرة, وفتيات و فتيان حاملي الشواهد العليا ولا عمل يجدونه...وتيرة في ارتفاع مخيف...يعرض الأسر للشلل و الحرمان من أبسط الحقوق.... سيدتي أن النساء في العالم القروي تساهم في الأعمال إلى جانب شقيقها الرجل...وكشفت عن فعاليتها و جرأتها و شجاعتها في مواجهة جميع التحديات... ليس من رأى كمن سمع... و لا يعرف طعم البؤس و المعاناة و المأساة إلا من عاشه,و ذاق مرارة الحياة الشاقة و ذاق وبال أمرها... على كل الجهات المسئولة و القطاعات المعنية تفقد بعض الأسر و النزول الى الميدان, لمشاركة آلامهن و تقاسم آمالهن و طموحهن للنهوض بهذه الفئات الهشة المهمشة... فهل من سميع ؟ و هل من مجيب؟إن النداء في الأصداء من بقاع الجبال الأطلسية, ومن براري المغرب غير النافع...ينتظر آذانا صاغية تلبي النداء و تستجيب لرغبات شقائق الرجال....