هذا الصباح مر بي خبر ضرب في أعماق نفسي حتى أن الدمع لم يخفف عني لوعة فقدان رفيقنا في درب النضال هذا الصباح 16 شتنبر 2015 ، الأخ العربي الشنتوفي . لا الدمع استطاع أن يصرف عني آلام الرحيل، ولا عناق الصبر استطاع أن يداوي جرحي العميق . لم أصدق أن الموت كان ينتظره في هذه المحطة التي برز فيها مدافعاً عن الحق، عن الإنسانية ، عن الحرية ، عن الكرامة ، عن العدالة الاجتماعية و عن مشروع قوى اليسار في هذه البلاد. لكن الموت جلال . أيها الراحل عنا كنت صاحب رؤية ثاقبة ، تنزهك عن مجادلة من انحرف عن المسار الذي رسمناه جميعا ، ولا تقبل النقاش المبتذل ، كنت دائما مهذبا و لبقا لا تصنع الخصوم حتى و إن اصابوك بسهامهم المسمومة . في آخر مرة رأيتك فيها كانت تحس بنزلة بردية لم تثنيك عن حضور الاجتماع الأخير للجنة المركزية للحزب . أيها الراحل عنا في وقت نحن في حاجة إليك لمواجهة الردة و الانحراف و الزندقة السياسية. لقد كنت ضد ممارسات النظام الحاكم لأنه غير عادل و لا ديمقراطي، و كنت ترى أن حركة 20 فبراير ثورة قد أُهدِرَت ، ودماء الشهداء راحت هباء ، كنا نختلف ثم نتفق ثم نضحك .إن في رحيلك المفاجئ غصة في الحلق ، و في انطفاء شمعتك التي كانت تضيء الأحياء الشعبية و جلسة الرفاق حسرة في النفس . عزاءنا و احد أيها الرفاق. نم أيها المناضل الصادق مرتاح البال .أما نحن فقد ترك فينا رحيلك جرحا عميقا لا يندمل و حزنا سقط علينا كالجلمود . تعازي الحارة للرفاق و الرفيقات و للأسرة و لكل الأصدقاء البدالي صافي الدين قلعة السراغنة