محمد كسوة : نظمت جمعية شرفاء الأطلس للتنمية القروية بتعاون مع مختبر "التاريخ والمجال بالمغرب والعالم المتوسطي " كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال ، الملتقى الوطني لمعركة سيدي علي ابن إبراهيم في دورته الثالثة تحت شعار : " دور الزوايا في خدمة القضايا الوطنية " وذلك يوم 30 أبريل 2016 بمقر زاوية سيدي علي بن إبراهيم ببني عياط إقليمأزيلال ، حضره الكاتب العام لعمالة إقليمأزيلال محمد باري ورئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال محمد حافيظ ، ورئيس دائرة أفورار ، والمندوب الجهوي للمقاومة وجيش التحرير ، ورئيس جماعة بني عياط . بعد الترحيب بالحاضرين للملتقى ، أكد محمد بوعزاوي رئيس جمعية شرفاء الأطلس للتنمية القروية بني عياط ، أن الاحتفال بذكرى معركة سيدي علي بن إبراهيم ، هو احتفال بأمجاد الأجداد ، مبرزا أن احتفال هذه السنة يصادف مرور 103 سنة على هذا الحدث التاريخي الهام ، وهي مناسبة لاستحضار ما قدمه المقاومون بهذه المنطقة من بني عياط سنة 1913 ، والتي اعتبرها من أعنف المعارك التي خاضها المقاومون ضد الاستعمار الفرنسي في تلك المرحلة ، والتي خلفت حسبه خسائر جسيمة في صفوف العدو بمشاركة النساء كذلك. وأضاف عبد العزيز رباحي ، مدير الملتقى ، أن الدفاع عن الحرية والكرامة و الانعتاق من ربقة الاستعمار ، هو السبب الذي أجج المقاومة ، مؤكدا أن منطقة بني عياط أنجبت أبناء بررة مقاومون لقنوا المستعمر دروسا في الوطنية والدفاع عن حوزته ، مبينا أن هذه المحطة هي مناسبة لاستحضار الأدوار الطلائعية التي تلعبها الزوايا في الدفاع عن الثوابت ، والمساهمة في استتباب الأمن الروحي والمادي بالبلاد. ومن جهته ، اعتبر المندوب الجهوي للمقاومة وجيش التحرير، معركة سيدي علي بن إبراهيم إحدى المحطات التاريخية البارزة في بلادنا ، مضيفا أن الزوايا كانت تقوم بأدوار طلائعية في مجالات شتى ، ومن بينها الجهاد والمقاومة ضد المستعمر الغاشم ، ممثلا بزاوية سيدي علي بن إبراهيم التي قادت المعركة ضد المستعمر الفرنسي لمدة تزيد عن ال 10 سنوات ، تكبد خلالها خسائر كبيرة في الجنود والعتاد ، وأبان فيها أبناء قبيلة بني عياط عن شجاعة كبيرة . وفي سياق متصل ، قال محمد حافيظ ، رئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال ، إن الولي سيدي علي بن إبراهيم ، كان معروفا بالعبادة والصلاح ، مما أهله ليقوم بدور العارف المربي ، مما ترك أصداء إيجابية عنه في مختلف أنحاء المغرب ، وأنه كان ذا شأن عظيم في حياته وبعد مماته ، كما أشار إلى دور الزوايا التربية على أداء الواجب ، وفي استنهاض الهمم في الدفاع عن حوزة الوطن ومقدساته ، وغرس معاني الوطنية الصادقة في نفوس مختلف الأجيال. وأشار إبراهيم الحسناوي ، رئيس جماعة بني عياط ، إلى أن منطقة سيدي علي بن إبراهيم شهدت منذ 100 سنة معركة خالدة في ذاكرة كل ساكنة المنطقة ، وأنه من خلال هذا الملتقى الوطني السنوي نستحضر المقاومة الشرسة في ربوع هذه الجبال والسهل والهضاب ، وأنه منذ ذلك الحين والساكنة تناضل من أجل وحدة الوطن وبنائه . وتناول الدكتور عبد العزيز الضعيفي ، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال ، موضوع : " شخصية سيدي على بن إبراهيم بين المكتوب والشفاهي " ، حيث أكد أن الولي الصالح سيدي علي بن إبراهيم عاش في العصر الوطاسي أواخر القرن 9 ه إلى أواسط القرن 10 ه ، حيث عرفت الأوضاع تأزما كبيرا ، خلف 11 ولدا ، وأن علاقته بالمخزن كانت طيبة ، واقترح على المنظمين وضع لوحة بمدخل الضريح تتضمن شجرة سيدي علي بن إبراهيم ، ولوحة أخرى تضم أقوال العلماء والباحثين في شخص المرحوم سيدي علي بن إبراهيم ، وأن يعين مشرف على ضريح الولي يكون ملما بأحوال الولي والتمسك بآداب الزيارة حتى لا يقع الزوار في المحظور . أما محمد العروصي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، فقد عرج في كلمته المعنونة ب : " معركة سيدي علي بن إبراهيم " على ذكر بعض مناقب الولي الصالح ، وأدواره داخل المجتمع كفض النزاعات بين الأفراد والقبائل ، وأن الزوايا شاركت المغاربة وأطرتهم في مقاومة محاولة المستعمر الغاشم إخضاع المغرب لسيطرته ، وأكد أنه ما بين 1908 م إلى 1917 استمرت المواجهة العنيفة بين مقاومي بني عياط والمستعمر. وفي نفس الإطار ، قدم عادل علاوي ، أستاذ جامعي وباحث ، في مداخلته : " الدور الجهادي على عهد الحماية 1912 " ،(قدم) ، بعض الأعمال التي قامت بها زاوية سيدي علي بن إبراهيم على مر العصور وعلى رأسها التعليم والتربية ، بالإضافة إلى القيام بدور الصلح والتحكيم والفصل بين المتخاصمين أفرادا كانوا أو قبائل ، حيث سخرت كل إمكانياتها في خدمة الصالح العام ، بالإضافة إلى الدور الكبير للزوايا في طرد المستعمر وتأطير المقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي الغاشم . ووقف مصطفى فرحات ، في كلمته بعنوان : " مظاهر إشعاع زاوية سيدي علي بن إبراهيم على منطقة جهة بني ملالخنيفرة " ، عند الشهرة الواسعة التي عرفتها زاوية سيدي علي بن إبراهيم لأسباب كثيرة منها حسبه العوامل الجغرافية ، والزمنية والاقتصادية والسياسية ، إضافة إلى عامل ذاتي يتمثل في الكاريزما التي يتمتع بها الولي الصالح سيد علي بن إبراهيم ، حيث كانت زاويته في زمانه قبلة للعلم والتربية ، وأن العديد من طلبته غادروا الزاوية وأسسوا زوايا خاصة بهم سواء بمبادرة منهم أو تشجيعا من مؤسس الزاوية سيدي علي بن إبراهيم ، وشدد فرحات أن فروع زاوية سيدي علي بن إبراهيم امتدت في مختلف ربوع المملكة . أما إبراهيم الإمامي ، فعرج على قدرة الزوايا على استقطاب طلبة العلم والتربية معا ، مما مكنها من الاضطلاع بوظائف أساسية أهمها الوظائف الدينية والعلمية ، والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، إلى جانب التكافل الاجتماعي. وعلى هامش الملتقى ، نظم الفنان مولاي مهدي الطاهيري معرضا تراثيا ، عرض فيه أهم صور الملوك العلوية الشريفة وعملات نقدية وحفريات صحراوية تتبث مغربية وتشبت المغاربة بالعرش العلوي المجيد . كما تملت تلاوة أمداح نبوية بالمناسبة ، ورفعت برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله ، وتم توزيع شهادات المشاركة وشهادات تقديرية على مجموعة من الحاضرين