بعدما "فضيحة عمر وفاطمة" تقريبا علق الجميع تهكما وسخرية وتشفيا ودفاعا... فالمجتمع لا يستسيغ بسهولة أن يتورط "بولحية" مع "حجابي" في وضع مخل وهما اللذان كان يدعوان الشباب إلى العفة وتجنب الخلوة ومواطن الشبهات و... صعب جدا جدا. لو كانا سكيرين عربيدين لهان الأمر، ولو كانا ينتميان إلى حزب أو جماعة أخرى لهان الأمر، ولو كان ساكتين على الأقل لم ينصحا أحدا ولم يعاتبا من "تصاحب" أو "زنى" أو "اختلى" أو "سكر" لهان الأمر... لكنهما تسربلا بلباس الدعوة وحملا مظلة الأخلاق و... فكيف لنا أن نقبلا منهما ولو شبهة مما حكت الشرطة. ليس مهما أن يكون الأمر ضربة من ضربات الانتخابات ولا أن يكون استعراضا لقوة المخزن في إذلال أي كان في هذا الوطن، وقد كثرت الفضائح في الوقت بدل الضائع من مباراة هذه الحكومة.. عشرات التفسيرات لكنها لن تبرر ما وقع. وحكاية "زواج عرفي" عذر أقبح من زلة إن صحت، والكلام عن التمهيد للزواج كلام يشعر بالقرف... ورب عذر أقبح من زلة. شخصيا لم أعلق على الفضائح التي مرت بما فيها مزوار والهمة وغيرها كثير.. ليس لأنني ممن يؤمن بالحريات الفردية كما تسوق، ولكن لي قناعة في ما يتصل بحياة الناس وخصوصيتهم، أحرص ما أمكن على احترامها، وأتفهم الكثير مما يشوب الإنسان من ضعف أمام النزوات والغريزة ... وأسباب السقوط اليوم كثيرة. والأهم أن نتربى على احترام الجميع رأيا وفكرا وحزبا وحركة وموقفا واختيارا ما لم يسئ إلينا... المبدأ الذي أنا عليه لعله يصلح للبعض أيضا: كلنا أو أغلبنا له كواليس في الماضي أو الحاضر أو قد تأتي في المستقبل لو كشفت لكانت فضائح بجلاجل.. كل الفضائح التي نعلق عليها ليس خاصة بمن علقنا عليهم بل غيرهم كثير وكثير جدا... وسهل أن تولد فضيحة.. ممكن أن تقبل طفلا وتؤخذ لك صورة وتنشر على أساس أنك مريض نفسيا تعطي الأطفال الحلوى و... وتنتشر الصورة، فكم يكفيك من صيحة في عالم تنتشر فيه الإشاعة كالنار في الحطب أن توقف الصور وتوقف التعليقات وتفهم الناس أنك سليم وأنهم ظلموك... هذه إشاعة فما بالك إن كان الأمر حقيقة أو فيه شيء من الحقيقة... سبق ونشرت على هذا الفيس اللعين "لا تمثل دور الملاك أمام الناس حتى يعذروك عندما تخطئ".. فلم تمثل علينا دور الملاك وما أنت إلا بشر عندك قلب ونظر و... لم تغادرني أمس صورة الأستاذين "عمر وفاطمة" والوقار يظهر عليهما ولا أظن أنهم تخيلا أن يسقطا بهذا الشكل.. ولعلها سخرا كثيرا ممن سقط قبلهما وكم من مرة ضحكنا على أفعال البعض ثم وجدنا أنفسنا نفعل مثله.. كم من "أستغفر الله " يكفيهما اليوم ليستعيدا وقارهما. الحزن لا يكفي ولم يحل يوما مشكلا ، الندم لن يسمح بأن يعيدا السيناريو من جديد ليكونا في موضع أفضل.. أشعر الآن بالحزن وفي كل مرة أسمع صدى الشافعي ينشد: يا واعظ الناس عما أنت فاعله يا من يعد عليه العمر بالنفس احفظ لشيبك من عيب يدنسه إن البياض قليل الحمل للدنس أيها الناس الفيسبوكيون والفيسبوكيات المدونون والمدونات، إنكم تذنبون وتفعلون الأفاعيل ذكوركم وإناثكم شبابكم وشيبكم أطباؤكم وأساتذكم وفقهاؤكم ودركيوكم وجنودكم وطلبتكم وتلامذكم ومعطلوكم ... بلحاكم وبدونها بحجابكن وبدونه ... إنكم تفعلون أو أكثركم يفعل أو فعل وأنتم أدرى بما تفعلون في خلواتكم مع هواكم وشياطينكم ونحن لا نعلم لسبب واحد.. الله ستركم.. نعم، الله ستركم وسترنا، ولو أزال عنا وعنكم حجاب ستره لافتضحنا وافتضحتم، ولضاقت عنا وعنكم الأرض بما رحبت. فاشكروه على نعمة ستره ولا تبالغوا في جلد الناس وبعضكم يدرك أنه يفعل مثلهم وأحيانا أسوأ منهم، بل خذوا من فضائحهم دروسا واتعظوا لعل الله يصلح حالنا وحالكم وإن لم يصلح فادعوه في سركم "اللهم لا تفضحنا". ابراهيم السكوري/الجنوبي